١‏/٨‏/٢٠٠٦

عراقيّ

شعر: نامق سلطان                           
 
 
تدور الحكاية
كالريح
مرة تستفز الرمال
وأخرى تفتش عن وردة
كي تلم شذاها
وتنثره بيننا
ثم تمضي
لكي تستريح.
 
تدور الحكاية
ما بين شرق و غرب
وبحر و أرض
وتدفعني مرة للمكوث هنا
وأخرى لأرحل نحو القفار البعيدة
مقتنعا بالقليل من الزاد
وحلم المعاد
ولا شيء ...
لا شيء غير يقين قديم تهرّأ
حتى استحال رمادا
وما زلت أحمله فوق ظهري
أطوف به في البلاد الغريبة
ليس أهلي بعمان
ليس أهلي ببيروت
ليس أهلي ببرلين
ولا في استراليا
ولا في الحجاز
ولا في دمشق
ولا في طرابلس
أهلي هناك
ما بين نهرين
لو بحار تشفّت بمائهما
لرقّت
وطابت
هم أول الخلق
وآخر ما يتبقى على الأرض
أعراسهم كرنفال
مآتمهم كرنفال
يموتون في الحب
أكثر مما يموتون في الحرب
ثم ينبعثون أغاني لا تنتهي
و مواويل حزن عميق
أهلي كزهر الربيع
عرب
وكرد
وتركمان
ومن كل جنس
ومن كل دين
وصحبي هناك
ينامون شعرا
ويصحون شعرا
فكيف أبدل سوق السراي
بأسواق باريس
ومن أين آتي برائحة الطين
ودفء المقاهي
وضحكة أمي
وأمطار آذار
وصحبي الذين يغنون
ليل نهار
فلا
لا وربك
لا لن أبيع بلادي
ولو ظلمتني
ولا
لن أبدل ذاكرتي.

ليست هناك تعليقات: