٩‏/٨‏/٢٠٠٦

في كتابه الجديد " الحوارات "

مجموعة حوارات للشاعر والكاتب الصحفي السوري هادي دانيال

الصباح – تونس - أحمد القدوة :

فمن يمكن أن يكون الشاعر لدى هادي دانيال؟ الشاعر "كيميائي لغوي" وفق عبارة أدونيس, كائن ليلي غاضب وإن بمحبة, رافض, مشعل فتن لغوية, مختلف ضروري, مروض الوحوش اللغوي, القادح في سلالة الروح



, انتحاري بامتياز, يزاول حياته في الوقت الضائع وباختصار شنفري الروح وغيفاري الهوى والمدى إذ يعلن بلا  تلبك تعبيري في حواره بيان كتابي ضد سلطة الاستبداد والمستبد المحلي والكوني ...  هذا بعض ما قاله الكاتب التونسي " سليم دولة" في مقدمته الطويلة لمجلد الحوارات الذي صدر عن دار صامد للنشر والتوزيع في 264 صفحة من القطعة المتوسط .

ويضم الكتاب مجموعة من الحوارات التي أجراها مع الشاعر السوري هادي دانيال عدد من الشعراء والصحفيين العرب منهم " هاشم شفيق , يوسف رزوقه, حكمت الحاج, عبد الجبار العش, هشام الحاجي, حسن بن عثمان, مختار الخلفاوي, كمال الرياحي, وآخرون " وتحكي هذه الحوارات قصة حياته مع الثقافة والشعر والصحافة والإعلام وآراءه حولها وتطلعاته من ثنايا مشاكله ومشاكل وطنه وهموم شعبه العربي, ويتحدث الشاعر دانيال ضمن حواراته عن تجربته منذ صباه وهو في السابعة عشر من عمره مع الثورة الفلسطينية ورحلة الشقاء.

     ويروي الكتاب السيرة الذاتية لهادي دانيال منذ طفولته بدمشق عام 1961 وفي إجابته على سؤال حول طفولته كيف وقعتها الأيام في قريته السورية؟ وهل كان لها أثر في تشكيل نسيج شخصيته الشعرية؟ يقول الشاعر هادي دانيال "سؤالك يحيلني على سؤال أنكأ به جرحاً/ مسامةً: هل كنت طفلاً, يوماً ما أكاد أجيب بالنفي لولا ما يراوغ الذاكرة من صور غائمة تنقلت من أطرها الباهتة إشارات إلى كائن هش رفضته أمه الصغيرة لحظة انبثاقه من أحشائها, وإلى نساء يفاخرن بأنهن أرضعن من أثدائهن ذلك الطفل الجميل الذي كان خاله الموسيقي يفاخر به أصدقاءه, ويتنبأ له بأعلى المراتب في البلاد . لم أعرف الجوع العاري فالإصلاح الزراعي وتوزيع ما كان يحتكره الإقطاعيون من أراض على الفلاحين جعل جوعنا وفقرنا مقنعين,..........., وهادي دانيال كانت له أول مهمة صحفية التي جعلته يحتك بهموم الأرض كانت عام 1973  كانت مع تغطيته الصحفية لبناء سد الفرات في مدينة الطبقة, كذلك عمل سكرتيراً لتحرير مجلة " الهدف" في مكتبة بكورنيش المزرعة في بيروت عام1977 , كذلك عمل هادي دانيال مديراً للبرامج الثقافية لإذاعة صوت فلسطين في 1981.

ويضم الكتاب 25 حواراً مع الشاعر هادي دانيال يحمل كل منها عنوان مثل " هل خان شاعر مدن الغياهب الطريق؟" , كذلك " نصي ينحاز إلى الهامشي والعادل والمظلوم والطموح والحالم" وغيره يحمل " أضرمت الكثير من الهشيم بلهب أسئلتي الشعرية والنثرية" , كذلك " سوريا أحوج ما تكون إلى تماسك داخلي يتمثل بانفتاح الحكم على قوى الشعب الحية", و " منع كتاب في عصر الأنترنيت مكابرة حمقاء", وغيرها " أرفض القطيعة مع الماضي " , هذه مجموعة من عناوين الحوارات الموجودة في الكتاب الصادر كذلك منها " الشعر العراقي هو الأكثر حضوراً" و " بيروت مكان عبقري مفتوح على المطلق", و الشاعر العراقي مؤسس في تاريخ الشعر العربي" و القصيدة نافذة الروح على فضاء الجمال" و " أرنو إلى عاصمة نور وتنوير ومنبراً للقضايا الإنسانية العادلة " وغيره من العناوين التي تلت ثنايا حواراته التي تشهد على تاريخه الرائع.

وفي آخر حوار معه في كتابه " الحوارات " قال عن شعر الشباب العربي " جميع الشعراء الشباب تقريباً يعيشون ظروفاً غير إنسانية. يكفي انتماؤك العربي للشعور بالإحباط, يكفي أن نستعرض في ذهنك زعماء الأنظمة العربية واحداً واحدا حتى تجتاحك نوبة رعب وقرف.............".

 


ليست هناك تعليقات: