١١‏/٨‏/٢٠٠٦

NAZAR HAIDAR

نـــــزار حيدر في برنامج حواري مباشر مع اذاعة كربلاء:

أية مصالحة والحرب الطائفية تدار من تحت قبة البرلمان؟

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

   تساءل نـــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، عن ما يسمى بالمصالحة الوطنية التي تتحدث عنها الحكومة العراقية، قائلا:
   أية مصالحة والارهاب والحرب الطائفية تدار من تحت قبة البرلمان، ومن أروقة الحكومة؟.
   وأضاف نـــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث على الهواء مباشرة في برنامج حواري تبثه اذاعة كربلاء من ولاية ميشيغن الأميركية:
   كيف يمكننا أن نتصور نجاح أي مشروع من هذا القبيل، ودماء العراقيين تجري أنهارا كل يوم وكل ساعة؟ وفي الوقت الذي يتحدث فيه الجميع، بمن فيهم رئيس مجلس النواب العراقي وآخرون، عن تورط أعضاء في البرلمان العراقي في الحرب الطائفية التي يشنها التكفيريون وأيتام النظام البائد على الشعب العراقي لتدمير العملية السياسية الجديدة التي يشهدها العراق منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن؟ هذا فضلا عن تورط مرجعيات دينية (سنية) معروفة في اراقة الدم العراقي، وهذا ما كشف عنه مؤخرا أحد المتحدثين باسم الحزب الاسلامي العراقي، الذي يشترك في العملية السياسية بشكل واسع، عندما قال بأن (هيئة علماء السنة) تتحمل نسبة (50%) من المسؤولية عن اراقة دماء السنة؟.
   واستطرد نـــــــــــــزار حيدر يقول:
   أعتقد أن على أعضاء مجلس النواب العراقي، وكذلك أعضاء الحكومة العراقية، أن يتصالح كل واحد منهم مع نفسه أولا ومع زميله في الموقع والمسؤولية، قبل أن يتحدث عن المصالحة الوطنية، لأن فاقد الشئ لا يعطيه كما تقول الحكمة المشهورة، ولذلك جاءت مناشدة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني اليوم، لتخاطب أولا المتصدين للعملية السياسية، بحكم تبوئهم لموقع المسؤولية، فاذا صلح المسؤولون وحسنت نواياهم وصدقت سرائرهم، فاننا سنشهد بكل تأكيد مشروعا ناجحا للمصالحة الوطنية، بل اننا سوف لن نكون بحاجة الى مثل هذا المشروع، لأن من يشترك في العملية السياسية اليوم يمثل كل أطياف المجتمع العراقي، فعندما يخفق هؤلاء في تحقيق انجاز المصالحة بين الاطراف التي يمثلونها، فهذا يعني أن هناك خللا ما في عقلية وشخصية ونوايا هؤلاء، خاصة اذا كان (المسلحون) ينتظرون قرارهم من نوابهم في مجلس النواب، على حد تعبير السيد رئيس المجلس.
   وأضاف نـــــــــــــــــزار حيدر يقول:
   ينبغي على أعضاء مجلس النواب العراقي على وجه التحديد أن يتصرفوا كزعماء عراقيين حقيقين لا يمثلون الطائفة او العرق او القائمة التي فازوا بها، وانما يلزم ان يكونوا حريصين على مصالح كل العراقيين، وان يكونوا امناء على حقوق الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم واتجاهاتهم، فالبرلمان، كما هو معروف، البوتقة الواسعة والكبيرة التي تنصهر فيها المصالح العامة والعليا للبلاد والعباد، والحارس الامين على سيادة البلاد واستقلالها، والصوت الهادر الذي يرتفع عند كل ظلامة يتعرض لها مواطن، بغض النظر عن انتمائه الديني أو المذهبي أو الاثني، فالبرلمان لكل العراق، والنائب فيه لكل العراقيين.
   وأهاب نـــــزار حيدر بزعماء العراق الجدد ان لا يتخندقوا وراء انتماءاتهم وطوائفهم واقوامهم وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية الضيقة، بل يجب عليهم ان يستلهموا قوتهم الحقيقية من الانتماء للوطن ولكل الشعب العراقي، بكل مكوناته الاثنية والدينية والمذهبية،  والوانه الفكرية والسياسية، من أجل ان يكون هذا التنوع عامل قوة ومنعة للعراقيين، وليس سبب للتخالف والتقاتل والتناحر.
  وأضاف نـــــــــــــــزار حيدر بالقول:
   لا يختلف اثنان على الحقيقة التي تقول بأن الاوطان لا تبنيها عقلية الانتقام والتشفي وردود الافعال، بل انها تبنى بعقلية الانفتاح والتسامح والاعتراف بالآخر والحوار البناء، وهذا ما يحتاجه العراق اليوم، ولكن، وفي نفس الوقت، فان لكل مشروع آليات، وأن لكل برنامج عمل ادوات يجب ان تكون مشروعة وصحيحة، والا فان النتائج ستكون معكوسة، فبدلا من أن يجني العراقيون ثمارا طيبة من مثل هكذا مشروع، اذا بهم يتذوقون العلقم والعياذ بالله، وذلك بسبب أن خطوات المشروع غير مدروسة، أو أن أدواته غير سليمة، ولذلك، مثلا، تواترت الأنباء عن التحاق اعداد لا بأس بها من العناصر التي اطلق سراحها في اطار مشروع المصالحة، لتلتحق بجماعات العنف والارهاب، لتعود مرة أخرى الى ممارسة لعبة القتل والتدمير، ما يعني أن عملية اطلاق سراح السجناء لم تكن مدروسة بالشكل الكافي، كما أن عمليات الاعتقال، كذلك كانت في الكثير من الأحيان عشوائية وغير قانونية.
   عن المناشدة التي أطلقها اليوم المرجع السيستاني، قال نـــــــــزار حيدر:
   مرة أخرى تثبت المرجعية الدينية العليا بأنها فوق الميول والاتجاهات، وانها حريصة كل الحرص على ان تدافع عن كل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية، بل وحتى السياسية والفكرية.
   لقد حاصر المرجع السيستاني، بمناشدته، كل المتاجرين بالدين وفضح كل المتلبسين بلبوس الاسلام ، وتعرت كل الاصوات والشعارات التي ترفع باسم الدين لتقتل العراقيين أيا كانت انتماءاتهم، بعد أن أسقط المرجع السيستاني عنهم ورقة التوت التي يتسترون بها ويتخندقون وراءها.
   من جانب آخر، قال نـــــــــــــزار حيدر، بأن اسرائل باتت توظف، في الاستمرار بعدوانها على لبنان، الموقف العربي المتخاذل والموقف الطائفي الذي أعلن عنه قبل يومين عدد من فقهاء التكفير وعلى رأسهم المدعو عبد الله بن جبرين الذي يقبع في السعودية، والذي يلقى كل الدعم والتأييد من أسرة آل سعود الحاكمة، وكذلك الاعلام العربي الطائفي الذي راح يقطر حقدا طائفيا أسودا، لمجرد أن من يتصدى للهجمة البربرية الاسرائيلة على الشعب اللبناني هم الشيعة.
   ولم يستغرب نـــــــــــزار حيدر هذه الهجمة الطائفية الشرسة التي اطلقها الطائفيون التكفيريون عبر فتاواهم ومحاضراتهم، قائلا:
   وكأن المتضرر في العدوان الاسرائيلي على لبنان هم طائفة معينة من الشعب اللبناني، وكأن الذي تم تدميره من قبل آلة الحرب الاسرائيلية، هي البنى التحتية لطائفة معينة من اللبنانيين؟ ألا يخجل هؤلاء من مواقفهم التي سيكتبها التاريخ لتكون وصمة عار في جبينهم بل وفي جبين العرب والمسلمين؟ كيف يجيز هؤلاء لأنفسهم أن يستغلوا مأساة اللبنانيين لتوجيه سهام الغدر الى من يختلفون معهم في المعتقد والمذهب، ليبرروا بذلك العدوان والقتل والتدمير الذي يتعرض له الآمنين في لبنان؟.
   وأضاف نـــــــــــــــــزار حيدر:
   لم أستغرب كل ذلك، فلقد فعلها أمثال هؤلاء الطائفيين التكفيريين من قبل مع الشعب العراقي عندما اصدروا مثل هذه الفتاوى التي أباحوا فيها دم العراقي وأجازوا فيها عمليات الذبح والقتل والتفجير والتدمير لمجرد أن من يشارك في العملية السياسية اليوم في العراق هم الأغلبية من الشعب العراقي (الشيعة) وأكبر الأقليات (الكرد).
   انهم ينطلقون في حساباتهم ومواقفهم من منطلقات ضيقة لا تصغ الى العقل والحكمة، ولا تأخذ بنظر الاعتبار المصلحة العليا للامة، ولذلك نراهم يتمادون في غيهم، ويشاركون القتلة والمجرمين في جرائمهم.
   وتساءل نـــــــــــــــــــزار حيدر يقول:
   لو لم يسترخص هؤلاء الطائفيين التكفيريين دماء العراقيين، لما تجرأت اسرائيل على الخوض بدماء اللبنانيين والفلسطينيين، ولذلك، فليعرف العرب والمسلمين أية ملة هؤلاء، وأي نوع من البشر هؤلاء، وأية عقول تتحكم بهؤلاء الطائفيين التكفيريين، وأي غشاوة على عيونهم أعمتهم عن رؤية الحقيقة، وأي مرض استحكم في قلوبهم أعمى بصيرتهم، وأي وقر في آذانهم أصم اسماعهم فحال بينها وبين سماع قول الحق؟.
   وأضاف نـــــــــــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث في برنامج حواري تبثه مباشرة على الهواء قناة العالم الفضائية:
   ان دعوة عدد من الأنظمة العربية الطائفية المتخاذلة، وعلى رأسها مصر والسعودية والاردن، اللبنانيين للاحتكام الى العقل، هو ادانة لتاريخ الانظمة العربية جميعها والتي لم تحقق على مدى قرابة ستين عاما أي انتصار على الكيان الصهيوني منذ تأسيسه ولحد الآن، بالرغم من قيادتها لكل الحروب التي لم تخلف للشعوب العربية سوى الدمار والقتل واضاعة المزيد من الارض، فضلا عن انها السبب الحقيقي الذي يقف وراء كل مشاكل الشعوب العربية التي تعيش التخلف والفقر والأمية والتقهقر الحضاري والمرض والجهل، في ظل أنظمة شمولية، ملكية أو عسكرية، لا فرق.

   20 تموز 2006
  


ليست هناك تعليقات: