٧‏/١٠‏/٢٠٠٦

"نشيد أوروك" لعدنان الصائغ في طبعة جديدة.

"نشيد أوروك" لعدنان الصائغ في طبعة جديدة.


عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، صدرت الطبعة الثانية من ديوان "نشيد أوروك، أو هذيانات داخل جمجمة زرقاء لا علاقة لعدنان الصائغ بها" للشاعر العراقي المقيم في لندن، عدنان الصائغ، بعد عشرة أعوام من صدور طبعته الأولى.
وقد جاءت الطبعة الجديدة بـ 553 صفحة. وصصم غلافها الفنان محمد سعيد الصكار.
وهي قصيدة طويلة عُدّت واحدة من أطول القصائد في الشعر العربي، تتداخل فيها الإحالات والإشارات والأزمنة والأمكنة والأشخاص والرموز والأحداث والإستذكارات والتواريخ والأساطير والسير والسحر والجنس والعقائد والفلسفات والتراث الفكري الإنساني، بما يشبه هذياناً طويلاً متواصلاً. وهي تتحدث عن سنوات الحرب والدكتاتورية والحصار، ثم سنوات المنفى. وقد استغرق العمل فيها حوالي 12 عاماً، وضمت أكثر من 1500 هامشا.

بدأ الشاعر كتابتها عام 1984 في اسطبل مهجور للحيوانات، في قرية "ديركله"، في كردستان - شمال العراق، عندما كان جندياً، وواصل الكتابة فيها بعد خروجه من الوطن عام 1993 وتنقله في بعض العواصم العربية، حتى انتهى منها في بيروت عام 1996 لتصدر طبعتها الأولى عن دار "أمواج" وتثير الكثير من الجدل وردود الأفعال..

وكان المخرج غانم حميد قد قدم على مسرح أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1989عرضاً مسرحياً بعنوان "هذيان الذاكرة المر" أعده الفنان إحسان التلال عن بعض مقاطعها، ثم قدما أيضاً عرضاً آخر عنها على مسرح الرشيد في بغداد عام 1993 بعنوان "الذي ظل في هذيانه يقظاً".
وأقام الفنان كريم عباس معرضاً تشكيلياً مستوحى منها ومرافقاً للعرض. وكان الفنان كريم العامري قد أقام منتصف الثمانينات معرضاً تشكيلياً على قاعة كولمبنكيان في بغداد، ضم عدة لوحات مستوحاة منها. وقدم الفنان حسن هادي مطلع هذا العام 2006 على مسرح Verkstan التابع لأوبرا مدينة مالمو السويدية عرضاً مسرحياً بعنوان الـ DNA أعد بعضه منها.

قال عنها الشاعر شيركو بيكه س: "إنها قصيدة الفاجعة الجماعية في العراق. ضحايا ينشدون نشيدهم جماعياً أمام مرايا ملطخة بالدم. إنها قصيدة الكورال. تدفق لغوي، لغة متلاطمة الكلمات والصور على الدوام. كما وأن الشعر هنا يشبه سداً في بعض الصفحات إذ يخزن الماء بهدوء ومن ثم تُفتح البوابات لكي تتدفق خارجاً وبقوة ألف حصان شعري!" وقالت عنها وكالة رويتر: "أحياناً يمتلك القارئ شعور بما يشبه الفضيحة لأن الشاعر يخرجه من مخبئه ليذكّره بأنه من عالم يسمى نامياً، لا ينمو في كثير من بلدانه إلاّ على ما يسحق الإنسان ويجعله أقل من جرذ أو خنفساء". وكتب الكاتب عمر شبانه في صحيفة "الحياة" اللندنية: "ميزة هذا النشيد في احتوائه على هذا العدد الهائل من المرجعيات، وبهذا يكون – ربما – أول نص عربي يحيل إلى ذاكرة متعددة المصادر المختلفة زمنياً ومكانياً، والتي تجمع المتضادات، وتلتقط اليومي والجوهري. وتضيف جريدة "الصحافة" التونسية أنها " تُعد برأي النقاد والدارسين أطول قصيدة كُتبت في الشعر العربي". ويؤكد الناقد د. حسن ناظم: "إنه مشروع تضرب أسسه في أعماق الجراحات لتنكأها. وترى الشاعرة اللبنانية صباح الخراط زوين: "بهذا شكل الصائغ قصيدة فريدة في جمعها المواد المختلفة وانصياعها للوتيرة الواحدة، القاتلة، الخانقة، وتيرة الكتابة التي تبناها الشاعر بجرأة"..


عدنان الصائغ، له 10 مجموعات شعرية، بدأها بـ "انتظريني تحت نصب الحرية" عام 1984. وآخر اصداراته حمل عنوان "تأبط منفى" عام 2001.. كما صدر له مجلد الأعمال الشعرية عن المؤسسة العربية عام 2004 . تُرجمت مختارات من أشعاره إلى لغات عديدة. حصل على جائزة هيلمان هاميت للإبداع وحرية التعبير عام 1996 في نيويورك، وعلى جائزة مهرجان الشعر العالمي عام 1997 في روتردام. وعلى الجائزة السنوية لإتحاد الكتاب السويدين - فرع الجنوب للعام 2005 في مالمو.
وقد شهد هذا العام 2006، في كلية التربية - جامعة بغداد، مناقشة أول رسالة ماجستير حول تجربته، حملت عنوان "شعر عدنان الصائغ دراسة اسلوبية"، قدمها الباحث والشاعر عارف الساعدي، وحصل فيها على درجة الماجستير في الادب الحديث بدرجة امتياز.

 

ليست هناك تعليقات: