٧‏/١٠‏/٢٠٠٦

كتاب جديد لفريد هاليداي حول خرافات الشرق الأوسط

الكتاب: مئة وهم حول الشرق الأوسط

المؤلّف: فريد هاليداي

الناشر: دار الساقي ـ لندن ٢٠٠٦

 

يعتبر فريد هاليداي خبيراً مشهوراً في أوساط الصحافة العربية، لا سيما في سياسة الشرق الأوسط، ويدرّس موضوع العلاقات الدولية في كلّيّة لندن للاقتصاد منذ عام ١٩٨٣، وهو مساهم منتظم بآرائه في محطتي «سي.إن.إن» و«بي.بي.سي» وشبكات إعلامية أميركية. وكتابه هذا يريد أن يستشرف فيه مستقبل الشرق الأوسط، من خلال تحليل الأوهام والخرافات التي تكوّن جزءاً من هويته، ورصد العلاقات الملتبسة بين دوله. ودرس واقع الأقليّات فيه كالأكراد والشيعة والمسيحيين واليهود، ويتحرّى أيضاً تأثير الخرافة والأسطورة في الواقع والحضور السياسي لكل واحدة من هذه الإثنيات، وفي صوغ علاقات بعضها ببعض، وفي تحديد علاقاتها الخارجية. ويبحث الكتاب أيضاً في الدور المهم الذي اضطلعت به هذه الأساطير في إذكاء الحروب التي شهدها الشرق الأوسط، منذ حروب الفرس والعرب في التاريخ، مروراً بالحرب العراقية ـ الإيرانية، وصولاً الى حروب السودان والجزائر، وليس انتهاء بالحروب الأهليّة المشتعلة هنا وهناك في المنطقة.

الكتاب يهدف إلى تناول كل الأسئلة والاشكاليات المتعلقة بمنطقة محددة، هي الشرق الأوسط، مركّزاً على المزاعم بشأن تاريخ المنطقة، واستخداماته التي وضعت اللغة من أجل تبريرها من قبل شعوب المنطقة نفسها من جهة، ومن قبل كل من له صلة بهذه المنطقة من جهة أخرى، مع تركيز خاص على التغيرات والتطورات في المصطلحات منذ ١١ أيلول (سبتمبر).

والمؤلّف ينطلق من فكرة ثابتة لديه أن الشرق الأوسط هو منطقة محكومة ومقيّدة بالارتداد الى الفكر الماضوي، والنزعة القومية والدينية، حيث يعيش الشرق الأوسط في «غابة» من الإثنيات والخرافات، وتحكم هذه الخرافات علاقة دوله بعضها ببعض، وعلاقات هذه جمعاء بالعالم الخارجي، فهي علاقات تنظمها الأساطير، وترسم، إلى مدى كبير، مسار أحداثها وصورة مستقبلها.

وواقع الحال التاريخي الاجتماعي، أن الشرق الأوسط منطقة معقّدة، حيث الدين والثقافة والسياسة متداخلة عميقاً في علاقة متينة، فمن أوائل أيام تجربة القومية العربية إلى ظهور الأصولية الإسلامية، أضحت حركات المنطقة السياسية معلماً بارزاً من معالم تاريخها الحديث، ولا تزال موضع جدل وتأويل محتدمين بشدّة.

والمتتبع لمسيرة هاليداي، لا بدّ من أن يضع هذا الكتاب في سياقه الطبيعي من تجربة صاحبه، فهو جزء من مشروع أوسع لنقد الفكر ولإعادة تأسيس نظرية كوزموبوليتية وأمميّة، وبالتالي، فهو خطوة للبحث والنقاش حول العلاقات الدولية المعاصرة، لمؤلّف يتابع، في الوقت نفسه، الموضوعين اللذين كتب عنهما في الأعوام القليلة الماضية: من جهة، سلسلة الدراسات عن الشرق الأوسط الحديث وصراعاته، ومن جهة ثانية، تطوير مجموعة من الأفكار حول السياسات العالمية، وخصوصاً حول دور النظرية الأممية في تحليل هذه السياسات.

كتاب يدخل في نطاق عدد من المؤلّفات التي راحت تظهر في السنوات العشر الأخيرة، من نقد الفكر القومي الديني المتطرف، بحثاً عن واقعية شرق أوسطية لسنا نعرف من الآن أين يمكن أن تصبّ في النهاية!

ليست هناك تعليقات: