٨‏/١٠‏/٢٠٠٦

الحكومات

العراقيون يحسدون القطة لأنها بلا هوية ولا تعيش مثل خوفهم
حسب كلمات أغنية برنامج رمضاني ينتظرها ملايين العراقيين مع الافطار يوميا

2006/10/07

بغداد ـ القدس العربي ـ من هاني عاشور:
تقول كلمات أغنية تسبق تقديم برنامج درامي تلفزيوني في رمضان ان الزمن جعلني احسد (البزون) أي القطة باللهجة العراقية، (لانها تعيش في الشارع وغير منتمية الي أي حزب وليست عربية او كردية او سنية او شيعية فلا يهددها احد ولديها دستورها الخاص، ولا تعرف التكنوقراط ولا تلبس البدلة).
كلمات الأغنية تظهر بصوت ممثل كوميدي عراقي مع بدء الافطار مساء كل يوم وعلي قناة الشرقية العراقية ضمن برنامج حمل اسم (الحكو مات) أي (الحقوا مات) باللهجة العراقية ولكنه يحرف الي (الحكومات)، الممثل الكوميدي سعد خليفة وعبر هذه الأغنية والبرنامج الذي يحمل اسم (الحكومات) اصبح نجما يوميا في بيوت العراقيين حيث ينتظر ملايين العراقيين بدء هذا البرنامج ليستمتعوا بالأغنية التي بدأت تتحول الي كاسيت يتناقله الشباب والي نغمة اختارها آلاف الشباب علي هواتفهم النقالة.
ورغم أن كلمات الأغنية تثير الضحك مع سماعها لأول مرة، الا ان التمعن في كلماتها بدقة يثير الحزن بشكل غريب، حين يظهر الممثل سعد خليفة ليقول في بداية الأغنية خالة خالة .. أنا آخر عراقي ظليت وللآن لا املك بيت) لينتقل بعد ذلك ويعرض مأساة العراقيين اليومية المتمثلة بالقتل علي الهوية، ويمضي البرنامج في فقراته ليعرض اعنف نقد للحكومة عبر فكرة نشرة اخبارية يقدمها الممثل سعد خليفة.
ومنذ اليومين الأولين من شهر رمضان اصبح العراقيون يتابعون هذا البرنامج بمنتهي الأهمية دون ان يفوتوا شيئا منه. وفي حال عدم تمكن بعض الناس من رؤيته بسبب انقطاع التيار الكهربائي في غالب الأحيان، فان فضائية الشرقية تعيده مرتين بعد عرضه الاول ما يتيح لملايين العراقيين مشاهدته، خاصة وان الشرقية قد قدمت طول شهر كامل قبل رمضان اعلانات عن هذا البرنامج.
وبطريقته المضحكة يتمكن سعد خليفة من اقتناص الفرصة المناسبة لتوجيه النقد اللاذع للحكومة ولقوات الاحتلال، فعلي سبيل المثال يظهر خليفة ليقول لصاحبته التي تستعد للسفر الي امريكا لماذا تسافرين وعندنا ربع مليون امريكي هل سترين اكثر من هذا العدد في امريكا؟ ، او يصرخ بان الأمريكان قرروا الخروج والانسحاب من العراق ولكن سيخرجون واحدا بعد آخر، وان مدة الانسحاب ستستغرق 624 سنة .
ويوجه البرنامج انتقادات لاذعة للحكومة العراقية ما يجعل غالبية العراقيين يشعرون انه متنفس لهمومهم ومعاناتهم، ورغم ان البرنامج يغرق في النقد بقوة، الا ان بعض الخبراء الاعلاميين يدركون انه وغيره من البرامج النقدية الحادة التي تعرض في محطات التلفزيون العراقية لن تكون اكثر من اعطاء صورة عن (قيام ديمقراطية أمريكية) في العراق، لم تكن معروفة من قبل ذلك، حيث تركز هذه البرامج علي انتقاد كلمة الديمقراطية، لجعلها أداة مقارنة لاشعورية للمشاهد.

alquds alarabi.

ليست هناك تعليقات: