٨‏/١٠‏/٢٠٠٦


الجنكيزخانية العربية وفتاوى "تيك اوى" 
 
ضياء الموسوي

يقول الاديب الساخر محمد الماغوط في ديوانه (البدوى الاحمر )ص(98):بلغت سن الشيخوخة وانا ابحث عن ارجوحة الطفل).هل هو يأس بسبب القهر العربي لدول منذورة للعذاب؟ام انه الم المبدع في بلاد يتسكع عقلاؤها على ارصفة الغربة ويحكمها بلهاؤها ولوكانوا في القبور؟يقول نزار قباني، وهو يلسع اظهر كتابنا ،الذين يزيفون الحقائق للجمهور:كتابنا يحيون في جنازة وخارج ا لتاريخ يسكنون ،كتابنا على رصيف الفكر عاطلون).

من اصعب الامور في العالم العربي قول الحقيقة.اعلامنا ،ثقافتنا،منابرنا الدينية،مجلاتنا الليبرالية ،اصنامنا الثورية كلها تتحدث بثقافة مايطلبه المشاهدون ،حتى بعض فتاوانا الدينية اصبحت تأتي على طريقة الفاست فود.انها ازمتنا مع الفتوى خصوصا فتاوى (تيك اوى) التي تبيح للمسلمين قتل بعضهم بالسيف الشرعي او بالرصاص المتناثر من التاريخ الايديولوجي الاعمى، ليقتل البقية الباقية من روح التسامح التي بقيت فينا.

عدد ماقتل على ايدي المسلمين لبعضهم اكثر مما ارتكبه اعداؤهم ضدهم.مافعله صدام في الكويت لم يفعله هولاكو في العام 1258 ،ومايفعله  متطرفوالطوائف ضد بعضهم في العراق اكثر مما فعله جنكيزخان في العراق في العام 1401.أكثر من الاه يعبد في العراق ،واكثر من وطن اصبح في لبنان.هناك سبعة اوطان!، وفي فلسطين ،الفلسطينيون منقسمون بين الخطاب الثورى والواقعية السياسية ،وهذا الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني ينبئ بكارثة سياسية اكبر من نكبة الاحتال والرسول(ص) يقول:(في تفرق الاخوان عرس الشيطان). والمنطقة مقبلة على مشاريع كنتونية لاذابة العالم العربي، ولايقاع الفتنة بين الانظمة وشعوبها.

يقول الشاعر مظفر النواب:قتلتنا الردة قتلتنا ان الواحد منا يحمل في الداخل ضده).

كيف نتطور والخرافة تسيطر علينا ونحن نتعاطى مع الحقائق الكونية ومتغيرات الحياة ونفسر الواقع بالاحلام والمجتمعات لاتقرأ الاكتب الابراج ولاتذهب الا لقارئة الفنجان ؟واثبتت الاحصائية ان كتب الابراج والاحلام والخرافات الاكثر مبيعا في العالم العربي.مكتباتنا تغص بكتب الدروشة وقراءة الكف وكتب ممتلئة بالمخدرات الدينية، التى تزيد من تعاطى المورفين الثقافي ،وتعمل على تعميق الجرح التاريخي الذي ينضح دملا  مازالت تلطخ وجه التاريخ.

انا لااتلذذ بجلد الذات العربية كما هي العقدة السيكولوجية (المازوشية)ولكنه الواقع المر الذي يفرض علينا تشخيص الواقع.تفيد دراسات البرمجة اللغوية ان الانسان وحده هو اقدر على تغيير وضعه للافضل وفق مقولة (مافيك منك) كتاب (مصاصو الدماء.كي نحضى بعنب الشام وبلح اليمن كمايقول العرب، لابد ان ننتقد واقعنا ،ونكتشف امراضنا،وان نخفف من التفسيرالتآمري .فعندما تقاتل المسلمون في العصر الاموي او العباسي  لم يكن هناك امبريالية ولاغرب.

يجب ان ننقى التراث وان نقدس العقل ونمارس النقد المباشر لاخطائنا. ومشكلتنا ان الشرقي لايرضى بدور غير ادوار البطولة.كلنا نريد ان نصبح قادة وزعماء وابطالا ورؤسا ولو كنا رؤس بصل اوباذنجان.

تصنيمنا للراحل جمال عبدالناصر-رغم اعترافنا ببعض ايجابياته-حولناه الى قائد خرافي اسطوري. حولنا الهزائم العسكرية الى انتصارات قومية ،والفساد الاداري ادارة ثورية، والفشل الاقتصادي الى اشتراكية الاقتصاد.اكثر منطقة تفرخ الابطال هي المنطقة العربية .في الهند يحترمون غاندي ،والصين يحبون كونفشيوس والسود يؤمنون  بمارتن لوثر كينك وكفى ، اما نحن فحتى الفراش-مع احترامي للمهنة كعمل- قد يتحول الى بطل في يوم من الايام نستقى منه اخر نظريات الاقتصاد والسياسة ولو كان لايستطيع فك الخط!!يسمى ذلك في علم النفس ب(التماهي الاسقاطي)، وهو اضفاء صفات خرافية على البطل الى درجة ان القائد يمارس هيمنة استبدادية وهو في قبره  كماهو اتاتورك.العقل العربي  مخطوف الى حيث الخرافة والوصاية  والاختزال والتسطيح.

لتغيير الواقع نحن بحاجة ايضا الى اقتصاد قوى (يبلغ دخل العالم العربي القومي السنوي 531مليار دولار فقط وهو أقل من الدخل السنوي لاسبانيا وحدها) تقرير البرنامج الانمائي للامم المتحدة الذي نشرته الايكونومست لندن 6\8\2002.يقول مالك بن نبي في كتابه (شروط النهضة):مارسوا النقد لانفسكم  سيتغير واقعكم.


__._,_.___

ابنة ربّة عمّون            http://www.postpoems.com/members/parehan/
أشياء صغيرة للغاية       http://parehan-k.blogspot.com/


 

ليست هناك تعليقات: