٢‏/٩‏/٢٠٠٥

بيان استنكاري ضد اتحاد الكتاب العرب

الأدباء العراقيون في أستراليا يصدرون بيان استنكار لموقف اتحاد الأدباء العرب من تعليق عضوية الاتحاد العراقي

الأخوة الزملاء في اتحاد الأدباء العراقيين
تحية الإبداع
في هذه الأيام المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا العراقي، وهم يكافحون الإرهاب الوافد والمقيم، تلقينا قرار المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب باستمرار تجميد عضوية الاتحاد العام للأدباء العراقيين بدواعي واهية منها الاحتلال الدولي للعراق.
ولقد اطلعنا بسرور غامر على الموقف الوطني الرصين الذي مثلته رسالة الاتحاد العام للأدباء العراقيين الموجهة للاتحاد العام للكتاب العرب، ورسالة أخرى مذيلة باسم الدكتور الناقد مالك المطلبي موجهة للأدباء العراقيين، وأخرى مذيلة باسم الناقد الأستاذ ياسين النصير بالمعنى ذاته، ونعلن بوضوح، نحن الأدباء والكتاب العراقيين المقيمين في أستراليا تضامننا مع رسالة الاتحاد العراقي ورسالتي الناقدين المطلبي والنصير.
إن الأدباء العراقيين في أستراليا، من الموقعين على هذه الرسالة، وأكثرهم أعضاء أصلاء في اتحاد الأدباء العرب، وبعضهم لا يؤمن بهذا الكيان أصلاً، يؤكدون على إن الاتحاد أهمل مراراً وتكراراً مناشداتهم المستمرة أيام النظام الديكتاتوري السابق في العراق عندما كان الأدباء العراقيون يفرون بالعشرات من ظلم الطغيان وتقييده للحريات الفكرية في الوقت الذي تقام لأعضاء المكتب التنفيذي في بغداد ولائم السلطان المغمسة بدم العراقيين دون أن نسمع عن رأي معترض أو حتى إشارة شكوى. ولقد وصل الأدباء العراقيون إلى أقصى قارات الأرض لا لسبب سوى ظلم النظام الصدامي للمبدعين العراقيين، فيما قتل وسجن العشرات من المبدعين العراقيين في تلك الأيام ولم يصدر عن اتحاد الأدباء العرب أية إشارة استنكار أو حتى تساؤل..
واليوم، وإذ ينال المبدع العراقي حريته ويمارس ديمقراطيته التي حرم منها بانتخاب نزيه لأعضاء المكتب التنفيذي في العراق يجابه بقرار جائر من قبل الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب يقضي بتجميد عضوية العراق من هذا الاتحاد استجابة لمشاعر معبئة بالحقد ضد المشروع الوطني العراقي الذي باركه الشعب ونخبه المختلفة... لا يخفى عليكم أيها السادة وأيتها السيدات أن العراق الذي يتحدثون عنه هو صاحب أولى الحضارات ومنه انطلقت حرفة الكتابة ومنه نبغ كبار الشعراء وانطلقت أبرز الثورات الأدبية والفكرية. العراق الذي يجمدون عضويته هو عراق الإبداع بلا منازع، وهم يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يطمسونها رغبة في أجندات سياسية بعيدة كل البعد عن شرف الكتابة والإخلاص في المشروع الفكري والإبداعي.
إننا نعلن وبوضوح لا لبس فيه، انحيازنا العراقي أولاً وأخيراً للمشروع الديمقراطي الذي يتبناه اتحادنا في العراق، وانحيازنا أيضاً لموقف هذا الاتحاد بوجه الحملات القومية لعرب يظهر التاريخ أنهم لم يبرعوا في شيء قدر براعتهم في استحداث إتحادات وجامعات عاطلة تعيش على مآتم شعوبها. كما نعلن مؤازرتنا لأخوتنا في الاتحاد العراقي بكل الوسائل الممكنة، فخورين بدعوتنا لاتحادنا العتيد على تقديم إعلان رسمي ممهور بدماء الكتاب العراقيين الذين سقطوا نتيجة الإرهاب الأعمى المدعوم باسم المقاومة العراقية من قبل الاتحاد العربي، بالانسحاب من هذه المنظمة السلفية حفظاً لكرامتنا وصونا لنتاجنا، ففي العراق منابع الثقافة الحرة و فيه ما يؤهله ليكون منارة كما كان دوماً، مؤكدين في الوقت ذاته على أن صلاتنا الشخصية وغير الشخصية بالأدباء العرب (ممن يرون في قرار اتحادهم أمرا مشيناً ومبتذلاً) ستبقى قوية دائماً لأننا ندرك إننا وأصحاب الكلمة الحرة في كل مكان من الأرض حالة واحدة في التصدي للاتحاد المذكور ومحاولاته المشبوهة المرتبطة بأنظمة تسهر على اغتيال رعاياها ومصادرة حرياتهم بل ومحاكاة خطاب الأنظمة المتخلفة القائم على قمع الحريات.
وندعو في هذه المناسبة زملاءنا الأدباء العراقيين كرداً وعرباً وتركماناًً وكلداناً وآشوريين من الموزعين على خرائط المنائي المختلفة التصدي الحازم لقرار الاتحاد المشبوه وفضحه ومؤازرة اتحادنا العراقي الممثل الشرعي والرسمي للأدباء العراقيين، كما ندعو أخوتنا الأدباء غير العراقيين ممن يدركون الألاعيب التي يمارسها الاتحاد العربي وقيادته ضد المبدعين بالعربية بالعمل الجاد على تأسيس منظمة بديلة تكون خارج وصايات وعاظ السلاطين والأنظمة الديكتاتورية، منظمة معنية بهموم الأدباء الذين يكتبون بالعربية وشجونهم بكل تنوعاتهم وأطيافهم، فلقد شاخت إتحادات القومجيين وباتت منظماتهم عتيقة يتحكم بها حفنة ممن حسبوا أنفسهم على الإبداع من التابعين للخطاب القومي العربي بضحالته المعروفة ومغالطاته في هدر حقوق وتاريخ شعوب المنطقة ليقروا قرارهم المشين ضد حركتنا الفكرية المخلصة الجريئة .
عاشت الأمة العراقية حرة كريمة...
والمحبة كلها للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، مظلتنا الوطنية التي نفخر بها ونباهي، ولزملائنا الأدباء والكتاب والصحفيين العراقيين الذين يقارعون الإرهاب بشرف الكلمة وبأجسادهم الطاهرة، وما الفعاليات الثقافية العديدة التي ينجزونها يومياً إلا دروس بليغة على وطنيتهم وإبداعهم النير وضميرهم الحي.

الموقعون:
أديب كمال الدين
إستناد حداد
جمال حافظ واعي
حسن ناصر
د.حسن ناظم
حسن النواب
سعيد الغانمي
سلام دواي
عبد الجبار ناصر
عبد الخالق كيطان
هادي القزويني

ليست هناك تعليقات: