١‏/١٠‏/٢٠٠٥

مع المفكر التونسي هشام جعيط

نًشرت على موقع مغاربية‎ (http://www.magharebia.com) ‎
المفكر التونسي هشام جعيط: التكنولوجيا والتنمية الاقتصادية يجب الا تقود إلى الحروب والخراب
دعى الفيلسوف التونسي هشام جعيط إلى أنسنة الحداثة مشيرا إلى أن التكنولوجيا لا يجب أن تقود إلى الحروب. و انتقد التنمية الاقتصادية التي تعتدي على الارض. و يعتقد أن العولمة إذا كانت لا تنظر إلى البشرية بنحو متساو فإنها ليست حداثة.
(ألزمان العراقية - 16/07/05)
الفيلسوف التونسي هشام جعيط ينتقد الحداثة و يرى أن هناك هوة كبيرة بين تطلعات الحداثة و الواقع. و يعتقد بوجود هوة مماثلة بين النداءات الدينية الإنسانية و الواقع الاجتماعي. و في هذا السياق، يرى اختلافا بين تطلعات الفرد و وجوده الحقيقي. .
يقول جعيط: " لقد بلغت الإنسانية أعلى مستويات النضج في العديد من المجالات. و أصبحت العلوم بالتالي واقعية. و هي في واقع الأمر معجزة و إنجاز هام. ولو كان أجدادنا ليستفيقوا، لكانوا أصيبوا بالذهول."
العلم هو جوهر الحداثة و أصبح وظيفة في المجتمع الواقعي. كما تغيرت النظرة إلى العلماء على أنهم أبطال الإنسانية.
و يعترف جعيط أن المجتمعات الأوروبية عرفت نموا هاما في منتصف القرن التاسع عشر حيث أنشئت المصانع الكبرى وتوسعت المدن و تضاعف السكان. و بالرغم من هيمنة أوروبا على العالم و اعتقادها أنها قلب الحضارات فإنها لم تكن تعر العدالة الاجتماعية اهتماما.
و من المؤسف أن يصحب النمو الاقتصادي القضاء على الصناعة الصغيرة و استعباد العمال و الفوارق الصارخة بين الطبقات الاجتماعية و المخاطر المحدقة بالبيئة ومستقبل الأرض.
يؤكد جعيط أن التكنولوجيا في حد ذاتها لا تلزم البشرية على إشعال الحروب و أن النمو الاقتصادي لا يجبر المجتمعات باغتصاب التراب الوطني. و يضيف جعيط أن الحروب والاقتصاد مرتبطة بالدول و المنظمات الإنسانية وهي ليست وليدة فكر عقلاني.
و يوضح أن البشر استعملوا الحرب كمفخرة وطنية و عرقية بدون أدنى اعتبار للحياة الإنسانية أو الوعي بأنهم يدمرون حضارات مشرقة بتاريخ مشترك.
لقد مكنت الحداثة الدولة من تعبئة الجماهير في فضاء معين. و بالرغم من أن الحرب العالمية الأولى كان لها آثار إيجابية في أوروبا كتحرير الشعوب المستعبدة إلا أنها قادت إلى الحرب العالمية الثانية. و يعتقد جعيط أن الحرب العالمية الثانية لا مثيل لها في الآلام و التدمير الذي تسببت فيه. و ما بين الحربين، زعزعت أوروبا ديكتاتوريات في ألمانيا و روسيا و إيطاليا.
يقول جعيط :" العنصر السياسي في القرن العشرين بكل إمكانيات الحداثة، يتخلف كثيرا عن العلوم و الفلسفة و الفن و الاقتصاد والنمو الديموغرافي و التقدم الطبي. أي أنه على البلدان احترام الأخلاقيات و القيم الإنسانية وهذا ما يستدعي أن تختفي البنية الحالية تماما. ويرفض جعيط أن تحكم اللاعقلانية في السياسات لأن ذلك يعني نفيا تام للقيم الإنسانية وقيم الحداثة نفسها."

ليست هناك تعليقات: