٣‏/١١‏/٢٠٠٥

عندما يمتدح الرئيس الذكوري

إذا كان الرئيس تابو مباكي يكرس الكثير من الجهد والطاقة لاستعادة السلام في مناطق إفريقيا التي مزقتها الحرب، فان نقطة ضعفه تكمن في المسائل الجنسية ومسألة "العرق". ليس فقط لان السيد مبكي اعتاد التهجم على من يحاول السجال في النسبة المرتفعة للأيدز والاغتصاب في إفريقيا الجنوبية بل بسبب ما اشتهر به من آراء غريبة حول فيروس فقدان المناعة [1].

في تشرين الأول/أكتوبر 2004، هاجم من يستنكرون الاعتداءات الجنسية في إفريقيا الجنوبية معتبرا أن دوافعهم "عنصرية". والاتهام يطال المديرة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة للأيدز، السيدة كاتلين كرافيرو لأنها كتبت في احد التقارير: "ليس في مقدور غالبية النساء والفتيات في إفريقيا وآسيا الامتناع (عن العلاقات الجنسية) إذا شاؤا. فالنساء ضحايا العنف ليسوا في وضع يمكنهم من التفاوض حول أي شيء من الإخلاص الزوجي إلى الواقي الذكري". أما تعليق السيد مبكي على هذا المقطع فكان: "الفكرة تشير بوضوح إلى أننا نحن الرجال الأفارقة (والآسيويين) نوع من القاهرين الجنسيين العنيفين".

وقد تلا ذلك سجال حاد في البرلمان اتهم مبكي خلاله احد الصحافيين البيض بوصف الرجال السود كأنهم "وحوش جنس منفلتين وغير قادرين على السيطرة على غرائزهم والبقاء مجموعي الأرجل لا يقفلون فتحة سروالهم". وفي اليوم التالي، في الرسالة العرضة للانتقاد التي ينشرها أسبوعيا على موقع الانترنيت الخاص بحزب المؤتمر الوطني، أقر بأن الكاتب المشهّر به هو في الواقع "أفرو أميركي، أستاذ محاضر في جامعة ماساشوستس في دارتموث وهو الدكتور ادوارد رايمز".

وجاءه الجواب القارص من المناضلة الملتزمة الدفاع عن حقوق الإنسان، السيدة رودا كادالي: "آن الأوان لنا ربما، نحن النساء السود إعلام الرئيس أن غالبية الرجال يسيئون معاملة النساء السود وهذا ما تؤكده الإثباتات الدامغة حول العنف المنزلي وعدم دفع المساعدات الغذائية والاعتداءات الجنسية وهذا ما تنظر فيه المحاكم يوميا. آن الأوان ربما كي نقول للرئيس أن الاستقلال الجنسي للنساء وهم وان الـ"لا" ليست جوابا لان العديد من الرجال يعتبرون النساء ملكهم. آن الأوان ربما أن نقول انه إذا كانت الفتيات المصابات بالأيدز اكبر عددا من الرجال فلان هؤلاء يمارسون الجنس مع أكثر من امرأة ويرفضون استخدام الواقي(...) السود يغتصبون ليس لأنهم سود بل لان غالبية الرجال في هذه البلاد هم من السود".

بعد شهر، خرج السيد مبكي من جديد عن طوره، هذه المرة بسبب تصريح علني للأسقف ديسموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام. "التملق في أحسن أحواله (داخل حزب المؤتمر الوطني) وكنت أفضل المشاركة في نقاش أكثر انفتاحا مثلا حول آراء رئيسه في الأيدز وفيروس VIH". في نهاية كانون الثاني/يناير 2005، احتدم النقاش إلى درجة أن صحيفة "Mail ang Guardian" اليسارية الميول كتبت آن حزب المؤتمر الوطني ذهب في "هجوم سام لكنه فكريا متخلف ضد توتو (...) والطرح الأساسي (...) هو أن توتو وغيره من الرموز لم تذكر أسماءهم (والمقصود نلسون مانديلا ولو لم يرد اسمه) هم صنيعة "النخبة" البيضاء بمساعدة بعض صناع الرأي من السود(...) بعد عشر سنوات في السلطة وحصوله على غالبية متزايدة، يكبر حزب المؤتمر من خلال إشاعة التفكير الضيق. والمفارقة أن الحزب لم يعد يتمتع بنفس الثقة بحكمه كما في الماضي".

--------------------------------------------------------
[1] بعد أن أعلن في أيلول/سبتمبر 2000 انه لا يفهم كيف "أن فيروسا لا يمكن أن يتسبب بعارض مرضي". وقد دعا السيد مبكي إلى انعقاد لجنة دولية تجمع اختصاصيين وعلماء معروفين وباحثين "منشقين". إذا كان الرئيس الإفريقي الجنوبي توقف منذ ذلك الحين عن إبداء آراءه علنا، فان وزيرة الصحة في حكومته، السيدة نانتو تشابالالا - مسيمانغ قد أخذت جانب الدجالين الذين يزعمون شفاء الأيدز بنظام مناسب على قاعدة الفيتامينات.

ليست هناك تعليقات: