١‏/٢‏/٢٠٠٦

الثورة الرقمية ونتائجها

مجلة| aqlamoonline |  مظاهر الثورة الرقمية ونتائجها
العدد السادس عشر
السنة الرابعة/ نوفمبر - ديسمبر 2005

المهندس محمد علي العمري

تمهيد
عرفت البشرية في نهاية القرن الماضي، وبداية القرن الحالي، تطورا هائلا في المجالات التكنولوجية، تتصدرها الرقمنة والانترنت، مما أسس لتحولات عميقة، يعيشها العالم تبعا لتطبيقات واستعمالات هذه التكنولوجيات.
أهم التطورات في تكنولوجيات الاتصال
شهدت أنظمة الاتصالات على امتداد تاريخها جملة من التطورات جعلتها تلعب دورا تتزايد أهميته في مختلف مجالات حياة الإنسان، يوما بعد يوم، وقد أسست لهذه التطورات توجهات كبري يمكن تقديمها في أربعة محاور هامة:
أ- تنامي ذكاء الشبكات.
ب- التجوال والبحث المتواصل للترفيع في السعة.
ج - تقريب الخدمات الذكية من المستعمل من خلال ضمان سهولة استعمالها، وتطوير محتواها، والتحكم في السعة.
د- تدني كلفة التجهيزات بالنسبة إلى سعتها.
1- آثار الرقمنة في شبكات الاتصال
لعل أهم حدث عرفه قطاع الاتصالات وجعله يتحول من مجرد قطاع مساند لبعض الأنشطة المتفرقة إلى قطاع محوري له تأثير هام على مختلف المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، هو إدخال الرقمنة التي شملت تدريجيا مختلف أنظمة معالجة ونقل المعلومة
أ- الترميز الرقمي :
المتامل في التقنيات الرقمية يلاحظ أن اهم العناصرالتي تكمن فيها التاثيرات المباشرة على الانسان من خلال حياته اليومية، تتمثل في الترميز الرقمي لجميع المعلومات بصفة الكترونية باعتماد القاعدة الثنائية في مجال الرياضيات، ويمكن هذا الترميز من مسك المعلومات في جميع اشكالها ووضعها على الخط ليتقبلها الحاسوب اثناء معالجته. ويتميز هذا الترميز بتوفير قدرة فائقة لترجمة المعلومات، في اشكالها المتعددة سواء منها المجسمة كالنصوص والصور والصوت او كذلك المجردة كالعلاقات والافتراضات، في شكل نماذج تقريبية خاضعة لإرادة الانسان من خلال معالجتها من طرف الحاسوب والتحكم فيها وتغييرها واخراجها في اشكال ومعاني جديدة ومختلفة من اصولها وكذلك من توسيع رقعة ترويجها خاصة لدى الشرائح الاجتماعية المقصية سابقا من هذه المعالم.
ولم تقتصر التقنيات الرقمية علي ترميز المعلومة بصفة الكترونية فقط بل اجتاحت ايضا تقنيات الارسال والاتصالات واصبحنا ايضا نتحدث عن الارسال الرقمي الذي مكن من تطوير قدرات شبكات الارسال الى درجات خالية ومن اخضاع الارسال للمعالجة الالية. وبالتالي من تعديد الوظائف والخدمات ومن ادماج مختلف المجالات التي يشملها قطاع الاتصالات وخاصة شبكات الهاتف وشبكات تراسل المعطيات والارسال الاذاعي والتلفزي وشبكة الانترنات وغيرها.
ب- رقمنة انظمة التراسل:
في هذا الاطار شهدت انظمة التراسل أخيرا، تطورا ملحوظا فبرزت تكنولوجيات جديدة من اهمها التكنولوجيا البصرية، ذلك أن تطوير نظرية الليزر وصناعة الالياف البصرية من جهة واكتشاف المضخمات البصرية من جهة اخرى امكن استعمال انظمة تراسل بصرية جديدة كنظام الهرم الرقمي المتزامن (SDH)الذي تصل سعته إلى 2,5 جيغابيت في الثانية أي ما يعادل ارسال 39 الف مكالمة متزامنة لكل ليف بصري واحد.
ولعل من اهم المستجدات التي شهدها قطاع الاتصالات في الفترة الأخيرة ظهور تقنية الارسال المتعدد الاطوال الموجية (WDM)وقد بلغت سرعة التدفق بهذا النظام مؤخرا 40 جيغابيت في الثانية أي ما يقارب 625 الف مكالمة متزامنة لكل ليف بصري واحد .وتجدر الاشارة الى أن انظمة التراسل السابقة الذكر تحتوي على درجة كبيرة من الذكاء تمكن المشغل من التحكم فيها وصيانتها واستغلالها الإستغلال الامثل اذ توفرت طاقة ربط ديناميكية، كما تمنح شبكات هذه الأنظمة في شكلها الحلقي مستوي تامين مرتفع.
ج- رقمنة شبكات النفاذ:
ومن جهتها وحتي تتمكن من مواكبة التطور الحاصل في شبكات التراسل ومن الاستجابة لحاجيات المستعمل النهائي من حيث السعة، شهدت شبكات النفاذ تطورات هامة بفضل اعتماد تكنولوجيات نفاذ جديدة من اهمها تكنولوجيا DSL التي تعتمد على تقنيات ترميز جديدة .فبواسطة تجهيز خط المشترك الذي يشترط أن يكون ذو جودة عالية، بجهاز محول (MODEM ) تسمح تقنيات من تبادل المعطيات بسعة تصل الى حوالي 50 ميغابيت في الثانية وذلك باعتبار المسافة الفاصلة بين المشترك ومركز التحويل.
وبالرغم من حداثة استعمال تقنيات فان ظهور الشبكات متعددة الخدمات والتطورات الكبيرة التي شهدتها انظمة التراسل والتحويل، دفعت مشغلي الاتصالات الى استعمال الانظمة البصرية في شبكات النفاذ، ويمكن لهذه الانظمة التي وقع اعتمادها حاليا توفير 622 ميغابيت في الثانية. كما أنه من المتوقع أن تدخل انظمة الاكبر سعة حيز الاستعمال في شبكات النفاذ في المستقبل في حالة تزايد الحاجة لسعة اضافية.
وبالتوازي مع التطور الذي شهدته تكنولوجيات النفاذ المعتمدة على الكوابل، فان تقنيات النفاذ الراديوي حققت هي الأخرى نجاحات كبيرة فيما يتعلق بتطوير السعة، فالى جانب تكنولوجيا كواحدة من اهم التكنولوجيات المستقبلية اذ تشتغل في شريط الذبدبات 2.4 – 40 جيغا هرتز وتوفر سعة تصل الى 50 ميغابيت في الثانية في اتجاه المستعمل.
د- رقمنة انظمة التحويل :
وفي نفس الاطار وحتى لا تمثل عائقا يعرقل التطور الذي عرفته شبكات التواصل والنفاذ شهدت انظمة التحويل تطورات هامة وعديدة. فبهدف مسايرة النسق المتزايد لسرعة تدفق المعطيات وامام محدودية التحويل الدوري لتحقيق ذلك ظهرت طريقة تحويل الحزم التي تمكن من سرعة تدفق اكبر وتعتمد على آليات مراقبة ذات جذوي مرتفعة تضمن بدرجة كبيرة التقارب بين المعلومات المرسلة والمقبولة. واصبح من الممكن تركيب تجهيزات لمئات الالاف من المنخرطين.
هـ - شبكات الهاتف الجوال
إلى جانب التطورات الهامة التي عرفتها شبكات الاتصال القارة فان شبكات الهاتف الجوال مرت هي الاخرى بثلاث مراحل هامة منذ ظهورها أي في اواخر الستينات، ففي الفترة الاولى التي امتدت اواخر الثمانينات ظهر الجيل الاول للهاتف الجوال الذي يعتمد على انظمة تناظرية مثل 450. اما الفترة الثانية فتميزت بظهور نظام اتصالات سابق.
ورغم هذا النجاح فان سرعة التدفق التي توفرها انظمة تراسل المعطيات والجديدة في نظام، لم تكن كافية مما ادي الى ظهور شبكات الجيل الثالث للهاتف الجوال الذي يمثل اهم المستجدات في قطاع الاتصالات في بداية هذا القرن. ويسمح هذا النظام الذي يستعمل تقنية نفاذ تعتمد على اسناد رمز وحيد لكل مستعمل خلال كل مكالمة، من توفير سرعة تدفق تصل حاليا الى 2 ميغابيت / ث.
و- تقنيات البث الاعلامي :
اقتصرت التطورات التي شهدها قطاع البث الاعلامي في السنوات الاخيرة على تطوير اجهزة التقبل والالتقاط والتركيب واعتماد الاقمار الاصطناعية في بث البرامج التناظرية، فمنذ فترة قصيرة امتدت الرقمنة الى تجهيزات الاستقبال واجتاحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هذا القطاع خاصة على مستوي الارسال الرقمي وكذلك ادخال وادماج شبكة الانترنات وشبكات الكابل التلفزية وغيرها. فبدانا نشهد اليوم بروز ظاهرة التلفزة التفاعليةمن خلال توفير بعض الخدمات للغرض مثل خدمة تسجيل البرامج التلفزية الرقمية وخدمة الفيديو تحت الطلب، وقد بدا استخدام اجهزة التقبل لتدمج عديد الخدمات التلفزية والخدمات ذات القيمة المضافة وخاصة منها المتعددة الوسائط الاكثر تفاعلية.
2- ظاهرة الا نترنت
يجمع جل المختصين المتابعين لمجال الاتصال في العالم على اعتبار ظهور وانتشار استعمال الانترنات من اهم التطورات التي شهدتها تكنولوجيات الاتصال خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لتاثيرها الكبير على هذه الشبكات، ويذهب البعض الى اعتبار الانترنات ظاهرة تظاهيي في اثارها رقمنة شبكات الاتصال.
ولعل من ابرز الشهواهد الدالة على الاهمية المتنامية لتاثير الانترنات على شبكات الالتصال ما تم تسجيله من تجاوز حجم المعطيات المنقولة عبر هذه الشبكات بالمقارنة مع الحركة(Trafic) الهاتفية العادية.
ولفهم هذا الانتشار السريع للانترنات لا بد من الإشارة الى الدور الكبير الذي لعبه انتشار قواعد البيانات من جهة والتطور المسجل في ميدان تقنيات التدوين اللاماديي للوثائق من جهة اخرى، اذ أن ظاهرة التضخم التي بلغتها المعطيات ضمن اطار منطقي متناسق ادى الى تطوير ادوات مسك هذه المعلومات وتوفير امكانيات اسهل لاستغلالها، فظهرت نتيجة لذلك قواعد بيانات توفر للمستعملين اوجه متعددة للمعلومات تتماشى وحاجياتهم المرتقبة. وقد انتشرت بفضلها بنوك المعطيات في جميع المجالات واصبحت تقدم للمستعمل خدمات ذات قيمة مضافة وعلى الخط من نوع الاعلام والارشاد والمساعدة. وقد ادى هذا الى تطوير الخدمات المسداة لفائدة المستعمل وذلك بجعلها متوفرة على الخط في كل مكان وزمان وباكثر شفافية مما يضفي عليه اكثر اطمئنانا وتقبلا لقرارات المصلحة ويساهم اكثر في ارساء ثقافة التسامح والتاخي بالمجتمع.
ومن ناحية اخرى لا بد أن نشير الى تطور مفهوم الوثيقة من مجرد كتاب او مجلة ثابتة ومجسمة الى وثيقة الكترونية تفاعلية تضم الى جانب الاشكال الخطية ( نص، صورة،...) اشكالا حسية وحيوية منشطة ومتحركة واصبحت تعرض في اشكال طبقات فائقة بحيث يتصفحها القارئ ويبحر فيها حسب تمشي مشخص لتطلعاته ورغباته. وباعتماد التقنيات الحديثة للاتصالات هذه الوثيقة بطابع مجرد وافتراضي اختزلت فيه المسافات والزمان واصبحت تسمي بصفحات " الواب ".
كل هذه التطورات شكلت اسباب مباشرة للانتشار الهائل الذي عرفته شبكة الانترنات خلال السنوات القليلة الماضية، وامام هذا الطلب المتزايد لاستعمالات الانترنات في كل مجالات الحياة شهدت هذه الشبكة بروز العديد من البروتوكولات التكميلية لتسمح باستعمال الانترنات في نقل خدمات حساسة لعامل الوقت نذكر من ضمنها الهاتف عبر الانترنات والمحاضرات عن بعد والطب عن بعد. وقد توجهت هذه المجهودات بتصميم الجيل الجديد من بروتوكول الانترنات الذي يقدم حلولا لاشكاليات الضمان والحجز المسبق لقنوات الاتصال المطروحة مع الجيل الحالي لهذا البروتوكول، وفي هذا السياق لا بد من الاشارة الى الاجماع العالمي على اعتماد بروتوكول الانترنات في بناء نواة الشبكات الموحدة المستقبلية من جهة وفي شبكات الجيل الثالث للهاتف الجوال.
3 - الإنعكاسات:
ان المتامل في علاقة الانسان بتكنولوجيات الاتصال لا بد أن يتعرض الى تاثيرات وانعكاسات التطورات الحاصلة او المستقبلية من جهة وفي شبكات الجيل الثالث للهاتف الجوال.
فعلي الصعيد الاقتصادي، ما انفكت الاقتصاديات العالمية منذ العشرية الماضية وتحت تاثير تكنولوجيا المعلومات والاتصال تخوض تحولات عميقة غير متناهية ومناهضة احيانا للقواعد الاساسية لنمط الاقتصاد التقليدي. وقد تعددت المصطلحات للتعريف بهذه التحولات فسمي بالاقتصاد الاتصالاتي او الاقتصاد اللامادي او الاقتصاد الرقمي او الاقتصاد المعرفي وصلا الفى تعريف موحد يسمي بالاقتصاد الجديد. وبمثل ما كان انتاج الخيرات من مواد فلاحية وصناعية محركا للاقتصاد خلال الثورة الصناعية فان صناعة المعلومة وتنمية قطاع الخدمات المستهلك لها اصبحت المحرك الاساسي لاقتصاد اليوم.
اما على المستوي الاجتماعي والثقافي فقد ساهمت تكنولوجيات الاتصال والمعلومات من خلال توفير عدد كبير من قواعد البيانات وبنوك المعطيات عبر العديد من شبكات الاتصال .وخاصة منها الانترنات بفضل تطور تقنيات الواب، في الانفتاح على الثقافات الخارجية من جهة والتعريف بالثقافة المحلية من جهة اخري مما ساهم في التعريف بالخاصيات الثقافية والحضارية لمختلف البلدان واشعاع المتاحف والمعارض الوطنية.
وبقدر ما يمكن استعمال هذه التكنولوجيات من انتفاء الحدود بحيث توفر فرص متساوية للمعرفةو لدعم ثقافة الافراد بقطع النظر عن مكان تواجدها فانها تطرح تحديات جديدة على مستوى الهوية والثقافة المحلية اذ سيقع قطعا تقبل ثقافات مختلفة خاصة عبر شبكة وقد كان لصناعة المحتوي الاثر الكبير في بعث مهن جديدة للتدوين والتقديم والبحث والمشاركة الفعالة والتعريف بالثقافات والحضارات مما اسهم في تقلص حدة البطالة بالعديد من البلدان ومن جهة اخري فقد اسهمت تقنيات الاتصال الحديثة والبنية التحتية المتطورة في تنمية بعض الخدجمات التي تمس قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم وذلك بفضل ظهور تطبيقات الطب والتعليم عن بعد كل هذا ما كان ليكون لولا اعتماد تكنولوجيات الاتصال الحديثة.
لقد اتاحت الثورة الرقمية التي شهدها العالم في نهاية القرن العشرين فرصة لارساء دعائم مجتمعات واقتصادييات جديدة قادرة على محو ما خلفته الاقتصاديات الكلاسكية من تفاوت بين الدول والشعوب، وهو ما من شانه أن يساعد الدول النامية على اللحاق بركب الدول المتقدمة شريطة أن تساير نسق التحولات التي تمليها التكنولوجيات الحديثة بالسرعة والفاعلية المطلوبتين.
الفجوة الرقمية :
1 - التعريف بالفجوة الرقمية :
ان المتابع للتطورات التي شهدها ميدان نكنولوجيات الاتصال الحديثة يلاحظ أن هذه التطورات على الرغم من الاهمية التي تكتسيها لم تشمل كل المجتمعات بصفة متوازنة ففي حين اصبحت هذه التكنولوجيات تمثل في بعض المجتمعات ضرورة ووسيلة مهمة وفعالة في تسيير امور الحياة اليومية لدرجة أن من لم يستعملها او من لا يتقنها اصبح يعد اميا، لم تتمكن عديد المجتمعات من مواكبة والانخراط في هذه الثورة وبقيت تعتبر هذه التكنولوجيات كمظهر من مظاهر الرفاهة لا يكتسي استعمالها اية جدوي او ضرورة.
ومن هنا ظهر وشاع استعمال مصطلح "الفجوة الرقمية" للتعبير عن الهوة التي التقليدي في الانتاج والتواصل والتعامل الى نظام جديد يعتمد اساس على تقنيات الاتصال الحديثة وبين من لم يتمكنوا من تجاوز هذه العقبة.
وهنا تجدر الاشارة والتاكيد على أن سد الفجوة الرقمية لا يقتصر علي توفير البنية التحتية الكفيلة بضمان الربط والنفاذ الى شبكات الاتصال بما فيها الانترنات على اهميتها فحسب بل يتعدي ذلك الى ضمان العوامل الاساسية المتمثلة في :
- توفير المحتوي الملائم لكل مجتمع بحيث يخدم مصالح افراده ويستجيب لحاجياتهم
- توفير الاطار التنظيمي الذي يضمن لكل شخص ينوي استعمال هذه التكنولوجيا ت، الجودة والسلامة اللازمتين
- التحسيس من اجل انخراط كافة مكونات المجتمع في هذه التوجهات
2 - مظاهر الفجوة الرقمية :
ربما من اهم واخطر مظاهر الفجوة الرقمية اتساعها المتزايد يوما بعد يوما فعلي الرغم من تفاؤل بعض المحليين ازاء ادراك بعض الدول النامية لاهمية التقنيات الحديثة للاتصال في تحقيق الازدهار الاقتصادي الا أن الفجوة الرقمية ما انفكت تشهد اتساعا متواصلا في مساحتها، وتمثل الاحصائيات خير شاهد على ذلك ففي حين كانت تمثل نسبة مستعملي الانترنات بين امريكا الشمالية وبين افريقيا 297 ضعفا في العالم 1979، اصبحت في شهر اكتوبر من عام 2000 تمثل اكثر من 540 ضعفا.
وتشير الدراسات التي تطرقت لهذا الموضوع الى وجود تباين في استعمال هذه التقنيات ولا سيما الانترنات على مستويات منختلفة : سواء كان ذلك على مستوى الجهات او الطبقات او الشركات داخل دولة واحدة او اخيرا على مستوي الافراد داخل مجتمع واحد.
3- اسباب الفجوة الرقمية :
ولنا أن نتسائل عن اسباب هذه الفجوة التي ما فتئت تتزايد يوما عن يوما. ان من اهم هذه الاسباب اختلاف الوعي المعلوملتي بين مجتمعات الدول المتطورة والدول النامية.
انتشار تقنية المعلومات في الدول المتطورة وانخفاض تكاليف هذه التقنية وذلك بفضل تطور البني التحتية لشبكات الاتصالات وكذلك انخفاض اسعار الاجهزة، اما الوضع في الدول النامية فيختلف كثيرا حيث أن تقنيات المعلومات ضلت عالية الكلفة كما أن البنية التحتية لشبكات الاتصالات في كثير من هذه الدول لا زالت بدائية.
تكاليف الارتباط بالانترنات عالية وذلك لاعتمادها الوقت كقاعدة لاحتساب تكلفة الاتصال بالانترنات وبين تلك الدول التي اصبحت تكلفة الاستعمال الانترنات فيها منخفضة.
الى جانب ذلك يحتل عامل اللغة مكانة متقدمة بين الاسباب التي ادت الى اتساع الفجوة الرقمية، حيث تشير الاحصائيات الى أن 78 % من المواقع على الشبكة العنكبوتية تستعمل اللغة الانقلزية كما أن 96 % من المواقع التي تعني بالتجارة الالكترونية تستعمل اللغة الانقليزية.
من هنا تبدو جلية الاهمية التي يكتسيها ميدان صناعة المحتوى من حيث انه يمكن من ايجاد محتوى يتماشي وخصوصيات كل مجتمع.
واخيرا لا بد من الاشارة لاهمية وضع الاطر القانونية التي تضمن حقوق وواجبات كل الاطراف المعنية، مما سيساهم في تطوير ودفع استعمال الوسائل والتقنيات الحديثة للاتصالات وذلك بهدف تقليص الفجوة الرقمية.


© aqlamonline 2005
Delete It

ليست هناك تعليقات: