١‏/٢‏/٢٠٠٦

إعلان تونس من اجل التحالف بين الحضارات

أخبــــــــــــــــــــــــــــــــار تـونس -- Tunisia News Updates in Arabic.

إصدار"إعلان تونس من اجل التحالف بين الحضارات " في اختتام الندوة الدولية حول الحضارات والثقافات الإنسانية

اختتمت بقمرت فعاليات الندوة الدولية حول «الحضارات والثقافات الإنسانية من الحوار إلى التحالف» التي كان قد اشرف على افتتاحها الرسمي الاثنين الماضي الرئيس زين العابدين بن علي بقصر قرطاج.

وقد تمخضت هذه الندوة عن اصدار «اعلان تونس من اجل التحالف بين الحضارات».

ويؤكد «اعلان تونس من اجل التحالف بين الحضارات» على أهمية الحوار بين الحضارات كتعبير عن ابرز قيم الحضارة الاسلامية وكواجب أخلاقي وانساني وشرط مؤكد للتعاون المثمر والتعايش السلمي بين البشر.

كما يقر الاعلان بغنى جميع الحضارات واحترامها والتعبير عن القلق ازاء استمرار الحملات المعادية والمغرضة ضد الاسلام وحضارته وثقافته وشعوبه.

و ينص الاعلان على ان مجابهة الفقر والتهميش والتطرف والارهاب يستوجب من البشرية جمعاء اتخاذ تدابير عادلة ووضع استراتيجيات ملائمة من اجل ايجاد محيط يسمح ببناء علاقات انسانية متوازنة.

ويدعو الاعلان الى تضافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية وبخاصة منظمتي الايسيسكو واليونسكو لتعزيز آليات التواصل والتفاعل والتحالف بين الحضارات واشاعة ثقافة الصداقة والسلام والتسامح والاستفادة من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الاطراف ومن الشبكات التعليمية وتشجيع سن تشريعات وطنية ووضع معايير واليات دولية للحد من تشويه صورة الاخر في وسائل الاعلام.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الاعلان:

« ان المشاركين في الندوة الدولية حول «الحضارات والثقافات الانسانية : من الحوار الى التحالف» التي عقدتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في الحكومة التونسية وتحت الرعاية السامية لفخامة السيد زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية خلال الفترة من 30 يناير الى فاتح فبراير 2006 في تونس العاصمة موطن الحوار والتثاقف وملتقى الحضارات والثقافات التي أغنت الحضارة الاسلامية وساهمت في صنع ابداع الحضارة الانسانية وازدهارها والتي صدر عنها « عهد قرطاج للتسامح عام 1995» و» نداء تونس من أجل الحوار بين الحضارات عام 2001».

استنادا الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة « نوفمبر 1998» بجعل عام 2001 سنة الامم المتحدة للحوار بين الحضارات والى قرار مؤتمر القمة الاسلامي في دورته العاشرة « ماليزيا أكتوبر 2003» بشأن الاعلان العالمي للحوار بين الحضارات واسهام العالم الاسلامي في الانشطة الدولية حول الحوار بين الحضارات ، واستلهاما لروح الحضارة الاسلامية المبنية على قيم الحوار والتسامح والاخوة الانسانية وتأكيدا للرؤية الاسلامية الصحيحة لمقاصد التفاعل والتعايش والحوار والتحالف بين مختلف الاديان والحضارات.

واستجابة للتوجيه الكريم لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية للمدير العام للايسيسكو بعقد هذه الندوة في رحاب الجمهورية التونسية وضيافتها.

ودعما من العالم الاسلامي لمبادرة رئيس الحكومة الاسبانية السيد خوسي لويس ساباتيرو من أجل تعزيز التحالف بين الحضارات.

واذ يشعرون بمسؤوليتهم وبالواجب تجاه الانسانية في حاضرها ومستقبلها التي تهددها مخاطر شديدة بسبب الابتعاد عن القيم الحضارية والانسانية الكفيلة بتعميق التفاهم بين الشعوب والامم وتعزيز التعايش بينها.

واذ يؤكدون على ضرورة استمرار العمل لتحقيق أهداف السنة الدولية للحوار بين الحضارات وتكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل اشاعة قيم الحوار والسلام والتفاهم بعيدا عن كل مظاهر الغلو والتطرف والارهاب التي لم تسلم منها اى حضارة أو ديانة على مر العصور والتي تعد حالات شاذة لا يقاس عليها.

واذ يسجلون بكل تقدير واعتزاز ما ورد في الخطاب الافتتاحي للندوة الذى القاه فخامة السيد زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية من معان سامية وقيم نبيلة وأفكار مستنيرة وتوجيهات قويمة وكذلك ما ورد في كلمة معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة من تحليل عميق.

فانهم يتفقون على اصدار الاعلان التالي الذين يؤكدون فيه ما يلي:

- الحوار بين الحضارات هو تعبير عن أبرز قيم الحضارة الاسلامية وسمات الشخصية الاسلامية المتوازنة وهو ضرورة حتمية وواجب أخلاقي وانساني وشرط مؤكد للتعاون الايجابي والمثمر للتعايش السلمي والايمان بالقيم المشتركة الثابتة بين البشر يتطلب فضلا عن التكافؤ بين الارادات والتوفر على النوايا الحسنة الاحترام المتبادل والالتزام بالاهداف التي تعزز القيم والمبادىء الانسانية التي هي القاسم المشترك بين جميع الحضارات والثقافات

- رسالة الاسلام عالمية موجهة لجميع الشعوب وهي تعترف بجميع الديانات السماوية وتحترمها وتعترف بالانبياء والرسل كافة والحضارة الاسلامية جزء من الحضارة الانسانية تقوم على الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي والايمان بالقيم المشتركة الثابتة والتعاون والتفاهم المتبادل بين الحضارات والتحاور البناء مع الديانات والثقافات

- الاقرار بغنى جميع الحضارات واحترامها والتعبير عن القلق ازاء استمرار الحملات المعادية والمغرضة ضد الاسلام وحضارته وثقافته وشعوبه والتي تزداد ضراوة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر والتي أصبح يطغى عليها طابع التحيز والتحامل والتطاول في بعض الاحيان على المقدسات الاسلامية والقران الكريم وشخص رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام

- ان الصدامات والصراعات بسبب الماسي على مستوى الافراد والشعوب وتزرع الكراهية والنفور فيما بين البشر وان البديل الامثل للوقاية منها هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي واحترام حقوق الاخرين ومراعاة خصوصياتهم مع الاستفادة من التنوع الذى يمثله تعدد الديانات والثقافات والحضارات لبناء مجتمع انساني متفاعل ومتكامل

- الاعتراف بكونية الحق في الحياة الحرة والكريمة وفي التنمية بأن مجابهة الفقر والتهميش والظلم والعنف والتطرف والارهاب والتعامل المزدوج والنظريات الاستعلائية مسؤولية أخلاقية مشتركة للانسانية جمعاء تستوجب اتخاذ تدابير عادلة ووضع استراتيجيات ملائمة من أجل ايجاد محيط يسمح ببناء علاقات انسانية متوازنة.

وتشكل مبادرة تونس لانشاء صندوق عالمي للتضامن لمجابهة الفقر والتنمية البشرية نموذجا ملائما لتعزيز الحوار والتحالف بين الحضارات في اطار التكافل والتضامن بعيدا عن شتى اشكال العنف والتطرف والشعور بالغبن والاقصاء

- تحالف الحضارات مبدأ من مبادىء القانون الدولي وأساس من الاسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية وهو يساهم بدرجة كبيرة في التقارب بين الشعوب والامم وفي ازالة الحواجز المتراكمة من سؤ الفهم المتبادل ويمثل أحد الخيارات المثلى لمعالجة الانعكاسات السلبية لظاهرة العولمة وتنشيط التعاون والتضامن بين الشعوب ونبذ كل أشكال المفاضلة والثنائيات التي تؤدى الى صدام الحضارات وهو اختيار العقلاء وسبيل يسلكه الحكماء ومسؤولية انسانية مشتركة يتحملها بصورة خاصة صانعو القرار بمختلف درجات المسؤولية والنخب الفكرية والثقافية والاعلامية في العالم كله من أجل المشاركة الجماعية في بناء السلام في الحاضر والمستقبل.

- تحالف الحضارات المنشود هو الذى يقوم على القيم الانسانية المشتركة ومبادىء الحق والعدل والاحترام المتبادل والملتزم بقواعد القانون الدولي وحقوق الانسان والتسامح والمواطنة والديمقراطية ويفتح المجال واسعا أمام تفاهم الشعوب والجماعات ويؤدى الى تقارب الحضارات وتلاقحها وينطلق من نقاط الالتقاء بدل أوجه الاختلاف في اطارالالتزام بالموضوعية والحياد عند تناول الاخر من النواحي كافة والابتعاد المطلق عن تغيير الحقائق على نحو يشوه صورة الاخرين أو يسيء اليهم.

الارهاب ظاهرة عدوانية عالمية لا جنسية لها ولا ديانة ولا وطن عانت منه البشرية عبر تاريخها ولم ينج من لوثته وويلاته أهل ثقافة من الثقافات أو اتباع ديانة من الديانات. يتعين تحالف الجهود من أجل محاربته بكل صوره وأشكاله وأساليبه واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله ومتابعة المنفذين له والمخططين لجرائمه والداعين اليه وضرورة التمييز بين الارهاب وبين الحق في مقاومة العدوان والاحتلال الاجنبي وفي الدفاع عن النفس.

-التمسك بخيار السلام العادل والشامل والدائم في مختلف المناطق التي تعرف توترات في العالم وبخاصة في منطقة الشرق الاوسط وتجديد الدعم للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل اقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

- تضافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية والاهلية وبخاصة منظمتي الايسيسكو واليونسكو لتعزيز اليات التواصل والتفاعل والتحالف بين الحضارات واشاعة ثقافة الصداقة والسلام والحوار والتسامح باعتبار الحوار هو البديل الوحيد لثقافة المواجهة والصدام والصراع وذلك من خلال شراكات ومبادرات ومشاريع ملموسة على أرض الواقع وتوسيع دائرة الحوار حتى لا يقتصر على القنوات الرسمية واشراك المجتمع المدني والجمهور الواسع في هذه الجهود.

-الاستفادة على نحو ملائم من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الاطراف ومن الشبكات والمبادرات التعليمية والكراسي الجامعية وتشجيع سن تشريعات وطنية ووضع معايير واليات دولية للحد من تشويه صورة الاخر في وسائل الاعلام وبخاصة في المقررات والمناهج الدراسية وانشاء مراصد لرصد الصور النمطية لمظاهر الاجحاف والمغالطات والمفاهيم الخاطئة عن مختلف الديانات والحضارات والثقافات والقيام بالتدابير اللازمة لتصحيحها.

ويشيد المشاركون باختيار تونس مكانا لعقد هذه الندوة نظرا الى ما يتميز به هذا البلد العربي الافريقي المسلم من غنى حضارى وما يقوم به من جهود متواصلة لتعزيز قيم الحوار والتحالف بين الحضارات ودعم للامن والسلم الدوليين ويعبرون مجددا عن تقديرهم وامتنانهم للجمهورية التونسية رئيسا وحكومة وشعبا على استضافتها لهذه الندوة وعن اعتزازهم لحصول الرئيس زين العابدين بن علي على الدرع الذهبي للايسيسكو في مجال تعزيز الحوار بين الحضارات تقديرا من العالم الاسلامي واعترافا منه بجهود فخامته في هذا المجال الحيوى ويشيدون بالجهود المتميزة للمنظمة الاسلامية "ايسيسكو" والحكومة التونسية وبخاصة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من أجل عقد هذه الندوة في أحسن الظروف.

ليست هناك تعليقات: