١‏/٢‏/٢٠٠٦

"الرحلة الكبرى" للمخرج إسماعيل فرّوخي: في الطريق الى مكة | مكتوب لك | Deutsche Welle | 30.01.2006

"الرحلة الكبرى" للمخرج إسماعيل فرّوخي: في الطريق الى مكة | مكتوب لك | Deutsche Welle | 30.01.2006.


| www.dw-world.de | © Deutsche Welle.

"الرحلة الكبرى" للمخرج إسماعيل فرّوخي: في الطريق الى مكة

يتناول الفيلم علاقة الأب بالابن عبر رحلة طويلة تمتد من فرنسا إلى مكة.

يريد الشاب المغربي رضا إكمال دراسته الثانوية في إحدى المدارس الفرنسية، لكن والده يقرر أن يصحبه في الحج الى مكة. مقال من موقع قنطرة حول فيلم ممتع ومثير بعنوان "الرحلة الكبرى".

حياة الشاب رضا الذي يقطن في إحدى الضواحي الفرنسية ويعشق ركوب الدراجة الهوائية عن حياة والده المتشبث منذ أكثر من ثلاثين عاماً بالعادات والتقاليد المغربية.

 

عندما يطلب منه والده المسن المتدين أن يرافقه الى مكة لأداء مناسك الحج لا يستطيع الشاب رضا أن يرفض له هذا الطلب الديني. وبما أن الأب يخاف ركوب الطائرة فقد قطعت هاتان الشخصيتان المتناقضتان مسافة خمسة آلاف كيلومتر بالسيارة عبر أوروبا دفعة واحدة، مخترقين ايطاليا ويوغوسلافيا السابقة مروراً ببلغاريا وتركيا وصولاً الى السعودية.

 

تحول الشخصيات

 

يقول المخرج اسماعيل فرّوخي الذي حصر شخصياته المتناقضة في سيارة بيجو متداعية: " في أول ألف كيلومتر استطاعا البقاء على حالهما وابتداء من الألف الثانية تبدأ الأقنعة بالانهيار. أما بعد الألف الثالثة فيتركان عاداتهما القديمة ويضطران للنظر الى بعضهما حقاً"

 

وتظهر الفجوة بين الأجيال في اندماج الابن مع صديقته على الهاتف المحمول، إلا أن أخاه الأكبر يعامله بإصدار الأوامر اليه. وخلال الرحلة أيضاً يتوجب عليه أن يساوم والده على كل صغيرة وكبيرة. ولكن رويداً رويداً وبدون كلام كثير يبدأ الأب والابن ببناء جسور بين الديني والدنيوي وبين الفرنسي والعربي.

 

يولي المخرج تطور الشخصيات وعلاقاتها داخل السيارة اهتماماً أكبر من الطبيعة الخارجية التي تخبئ للحجاج العديد من المغامرات.

 

من بين رفاق السفر الذين لا يخلون من الغرابة ذلك المترجم التركي اللطيف، الذي يدعو نفسه فجأة إلى مكة ويتبين لاحقاً أنه نصاب (أو ربما لا...) أو تلك العجوز الغامضة بصمتها الموحش، مما يتيح الفرصة دائماً لهاتين الشخصيتين غير المتكافئتين لوضع الآراء والأحكام المسبقة المتوارثة على المحك ونبذ العقائد الجامدة.

 

وتركز هذه المواجهات على أحداث معينة وبدلاً من تكرار صورة البلقان المضطربة والخيالات الشرقية أو عرض المشاهد السياحية القديمة المعروفة انصرف فرّوخي الى عرض التفاصيل والتطورات التي عاشتها الشخصيات.

 

ولا تتسع زاوية الكاميرة إلا مع اتساع آفاق أبطال الفيلم في النهاية: "الرحلة الكبرى" هو أول فيلم، كما جاء في التغطية الإعلامية، يتم السماح بتصويره في مكة المكرمة، حيث تمس طاقة حوالي مليوني حاج في الواقع الوتر الحساس.

 

لقد توجب على سيناريو فيلم فرّوخي أن ينتظر ست سنوات ليتبلور فعلياً. فقد حظي على الاهتمام المطلوب فقط من خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول: مشروع فيلم يدفع بالجوانب السلمية للإسلام الى الصدارة، وهو يستحق الدعم بسبب الصور العدائية الجديدة.

(…) 

بقلم: أمين فرزانيفار

www.Qantara.de

 

 

ليست هناك تعليقات: