١٢‏/٣‏/٢٠٠٦

"ابن خلدون : منابع الحداثة " ملتقى دولي بتونس من 13 الى 18 مارس

"ابن خلدون : منابع الحداثة " ملتقى دولي بتونس من 13 الى 18 مارس


في نطاق سنة ابن خلدون التي اعلن عنها رئيس الجمهورية والتظاهرات التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للاحتفال بمرور 600 سنة على وفاة هذا المفكر الكبير وتجديد ذكراه ينتظم ملتقى دولي حول ابن خلدون بالمجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون" بيت الحكمة" من 13 الى 18 مارس .2006


وجاء في ورقة عمل اعدها منظمو هذا الملتقى ان المستشرقين دابوا على اعتبار ابن خلدون نجما او نيزكا فريدا سطع في ظلمات ليل دامس فلا سابق له ولا لاحق غير ان البحوث التي اجريت منذ اكثر من نصف قرن ابرزت بالعكس ان ابن خلدون انخرط في حركية تاريخية كانت تعج بالاخباريين والجغرافيين والرحالين الذين مهدوا له الطريق كما كانت تعج بالعلماء والدارسين الذين ساروا على منهجه واقتفوا اثره فبرهنوا بذلك على انه كان صاحب مدرسة.


لذا يحق التاكيد على وجود تيار فكرى بارز امتد على مدى عدة قرون مما يجعل الباحث النزيه يمتنع عن نسبة فضل السبق في استنباط العلوم الاجتماعية الى ارسطو او مونتسكيو او كونت ومن الارجح في هذا المضمار ان تفكيرا كونيا متعدد الجوانب والاتجاهات قد تناول الانسان واسلوب عيشه الجماعي واندماجه في وسطه الخاص وانه تغذى باسهامات كبرى كانت جزءا هاما


من الانتاج الفكرى الذى ظهر في عدة فضاءات جغرافية وثقافية. واضافت الورقة ان هذا الانتاج الكوني كان ركيزة لمختلف فترات الخلق والابداع ولعديد الموءلفات التي انطلق اصحابها من المعطيات المتوفرة لكل واحد منهم حسب التاريخ الثقافي الذى ورثوه فاخترعوااو عادوا اختراع علم اختص بدراسة اسلوب عيش الانسان في المجتمع.


وبهذا المعني يعد علم العمران الخلدوني حدسا عبقريا لا يقلل من عطاء اعلام اخرين في مجال العلوم الاجتماعية وبهذا المعني ايضا يسعى الملتقى لاجراء تفكير معمق حول اسهام ابن خلدون والاهمية الابستيمية والتاريخية لاكتشافاته كما يقترح لهذا الغرض التامل في مستويين اولهما النظر المدقق في المصادر التاريخية لموءلفاته حيث اخذ عن البيروني والمسعودى وغيرهما بعد نقدهم ولئن كان ذلك النقد جذريا فانه لم يمنع ابن خلدون من الاستشهاد دوما باسهامات سابقية والاعتماد عليها لارساء علم العمران البشرى الذى اعطاه اسما ومحتوى وطريقة وبعدا فلسفيا وفي مستوى ثان وبمناسبة هذا الملتقى الدولي سيتم طرح مسالة العلاقات بين الاختصاصي في العلوم الاجتماعية وبين السياق التاريخي "الاقتصادى والاجتماعي والثقافي" الذى يتنزل فيه.


وخلصت الورقة الى القول بان ابن خلدون كان ابن عصره ومجتمعه لكن اسهامه يندرج في تيار كوني انطلق مع اليونانيين وتواصل بلا انقطاع حتى هذا المد الهائل الذى شهدته العلوم الاجتماعية في ايامنا الحاضرة انه اسهام كبير وعمل جليل يظهر بمظهرين يحتاجان على حد السواء الى بحث معمق وهو عمل يتسم بسمة زمانه وفي نفس الوقت يمثل لبنة اساسية من لبنات المعرفة الكونية الشمولية التي انبنت شيئا فشيئا على مر القرون.


: وتندرج ابحاث المتدخلين في الملتقى ضمن احد المحاور السبعة التالية


- الوضع الحالي للدراسات الخلدونية


- بيوغرافية ابن خلدون


- الارث اليوناني والسوابق العربية


- ابن خلدون المؤرخ


- علم العمران البشرى


- الافاق الثقافية ابن خلدون امام التصوف والعلوم والتربية والاداب


والفقه


- ورثة ابن خلدون

ليست هناك تعليقات: