١٢‏/٣‏/٢٠٠٦

"الجهاد المصري" ينتهي من إعداد كتاب يتخلون خلاله من أفكارهم

"الجهاد المصري" ينتهي من إعداد كتاب يتخلون خلاله من أفكارهم


large25 القاهرة : انتهت ثلاث قيادات كبيرة لتنظيم الجهاد المصري داخل السجون من إعداد كتاب مراجعات باسم "التصور" يعلنون فيه تخليهم عن أفكارهم الجهادية طوال عقدي الثمانينيات ومطلع التسعينيات، ويعتذرون للمجتمع عن حوادث القتل التي قاموا بها، ويعلنون استعدادهم لدفع ديات جميع القتلى.

كما تضمن الكتاب أراء وفتاوى جريئة في قضايا متعددة، ويتبنى فكرة جديدة من نوعها تدعو لحل جميع التنظيمات الإسلامية وذوبانها في المجتمع ومؤسساته المدنية.

ولم يعرف حتى الآن، ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين، هي إحدى تلك التنظيمات التي يدعو تنظيم الجهاد لحلها، لكن الدكتور كمال حبيب خبير الجماعات الإسلامية وأبرز قيادات تنظيم الجهاد في عقد الثمانينيات، يستبعد ذلك، مشيرا إلى أنهم ربما يقصدون فقط التنظيمات المسلحة التي انتهجت العنف في مقاومة الدولة.

ويقر كتاب "التصور" بأن الأقباط جزء من المجتمع، يتمتعون بحقوق وواجبات المواطنة الكاملة، لا فرق بينهم وبين أحد، ولهم الحق في تولي جميع المناصب ما عدا منصب رئيس الجمهورية.

ويعتبر هذا الإقرار تغيراً مهمًا للغاية في فكر الجماعات الإسلامية الأصولية التي كان الأقباط أهدافا رئيسية لموجة العنف التي قامت بها.

كما أنه تطور كبير بشأن الاعتراف بولاية الأقباط حيث أنه لم يرد فيه استثناؤهم من رئاسة الحكومة ضمن المناصب التنفيذية الكبيرة التي يجوز لهم تقلدها، كذلك لم يشر إلي قيادة الجيش، أو تولي وزارة الداخلية، والاستثناء الوحيد ورد بشأن منصب رئيس الجمهورية.

ويوضح محللون أن قيمة هذا التطور يمكن تفسيرها من خلال ما جاء في الكتاب من تأكيد على إيمان تنظيم الجهاد بالديمقراطية والعمل السياسي الحزبي، بما يعني أن رئيس الحكومة في تصورهم هو الشخصية التي تدير سياسة الدولة في النظم الليبرالية، في إطار تقليص صلاحيات رئيس الدولة.

ويتراجع الكتاب عن تكفير من تم قتلهم، ويقول إنهم يبعثون على نياتهم التي ماتوا عليها، بمعنى أن من مات وفي نيته أنه مسلم، فهو مسلم.

وأضاف ثلاث قيادات كبيرة من تنظيم الجهاد وضعت هذا الكتاب وهم نبيل نعيم والدكتور الصيدلي أحمد حسين عجيزة وأنور عكاشة، يمثلون خمس مجموعات من التنظيم داخل السجون المصرية يزيد عددهم عن ستة آلاف معتقل، فيما تبقت ثلاثة مجموعات يمثلها حوالي ألفي معتقل، ترفض حتى الآن الانضمام إلي تلك المراجعات ويأتي عبود الزمر مؤسس تنظيم الجهاد القديم على رأس واحدة من تلك المجموعات.

في الكتاب يتراجعون عن فكرة الطائفة الممتنعة، وتكفير الحاكم والتنظيم السري، ويقدمون تفسيراً جديداً لمساحة النص الشرعي، بحيث أنهم يميلون في مراجعاتهم إلي تقليص هذه المساحة لصالح الواقع المعاش، وبما ينسجم مع التطورات الحياتية المتغيرة.. ولا يجعلون أنفسهم بديلاً للنظام السياسي، بل إحدى القوى المتنافسة ديمقراطيا وسلميا في المجتمع.

وأوضح الدكتور كمال حبيب عن حقيقة هذه الأفكار الجديدة التي احتواها كتاب "التصور" فقال إن الكتاب لم يخرج من داخل أسوار السجن حتى الآن، لكن وصلتني ورقة منهم تم نشرها في صحيفة "المصري اليوم" لا تقدم شيئاً كثيراً، لكنها تشير إلي أن هذا الكتاب يتضمن مراجعاتهم الأساسية.

وأضاف أنه لا يعرف من هم الذين قاموا بتأليف هذا الكتاب، ولا يعتقد أن نعيم وعجيزة وعكاشة يجتمعون على تأليف كتاب واحد.

ولم تتضمن المراجعات إلي إشارة لزعيم التنظيم في الخارج الرجل الثاني في القاعدة لدكتور أيمن الظواهري ، وهو على قائمة المطلوبين مع أسامة بن لادن للولايات المتحدة الأمريكية، ويعتقد أنهما لا زالا هاربين في أفغانستان.

ليست هناك تعليقات: