١٦‏/٣‏/٢٠٠٦

أخبار من تونس


«تونس عبر التاريخ» كتاب ضخم في اربعة اجزاء حول ابرز المراحل الحضارية لافريقية من العصور القديمة الى تونس التحول


«تونس عبر التاريخ» هو عنوان كتاب ضخم في اربعة اجزاء صدر بتونس في طبعة انيقة وفي ورق من الحجم الكبير من تاليف نخبة من الجامعيين باشراف الاستاذ خليفة الشاطر عن مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات.


وتحمل هذه الاجزاء التي تشتمل على عديد الصور والرسوم والبيانات التوضيحية عناوين «العصور القديمة» و «من العهد العربي الاسلامي الى حركات الاصلاح» و «الحركة الوطنية ودولة الاستقلال» و «تونس التحول» ويدل ذلك على محتوياتها التي جاءت ثرية بالمعلومات والتحاليل الخاصة بكل حقبة من هذه الحقب التي طبعت تاريخ البلاد التونسية.


وتتصدر الكتاب « المجلد كلمة للرئيس زين العابدين بن علي تنوه بالجهد الذى بذله مؤلفو هذا الكتاب ومن خلالهم بكل الباحثين والجامعيين والمفكرين التونسيين وقد جاء فها بالخصوص «ان هذا العمل الشامل والاول من نوعه في تونس الحديثة يستاثر بكل التقدير لما ينم عنه من جهود قيمة لنخبة من الباحثين والجامعيين الذين تزخر بهم بلادنا اليوم».


كما تشيد الكلمة «بهذا الانجاز وبعده الحضارى الذى يتجاوز قيمته العلمية ومكانته الاكاديمية خصوصا ونحن في بلد انجب مجدد علم التاريخ عبد الرحمان ابن خلدون الى دلالات تكرس تعلقنا بهويتنا وبامجادنا التاريخية وتستلهم ماثر اجدادنا ومكانة تونس العالية دوما عبر العصور.وان يؤلف هذا الكتاب الجامع تونسييون عملوا على تثبيت قراءة موضوعية وتحليل منهجي قويم يتجاوز تاثيرات قراءة التاريخ الذى كتبه غيرنا عنا هو في حد ذاته نقلة جوهرية تكرس تطور المدارس الفكرية التونسية في مختلف المجالات».


وفي تقديم لهذا الكتاب بعنوان «من حصاد المدرسة التاريخية التونسية» بفيد خليفة الشاطر استاذ التاريخ بجامعة تونس ان هذا الكتاب هو بمثابة اعلان تاريخي اذ اعتمد على البحوث التاريخية التونسية في جامعتنا من اطروحات ومقالات لتقديم صورة شاملة عبر سائر المراحل تبرز لكل فترة ميزتها الخاصة وتشعب احداثها .


وانطلق فريق التاليف من تاريخ سكان بلادنا الاوائل واهتم بالشعوب التيحلت بالبلاد وبالنواة العرقية التي عمرتها منذ العصور الحجرية بدءا من الفينيقيين وحضارة قرطاج وملحمة حنبعل وبعدها مظاهر المملكة الماسيلية ثم المملكة النوميدية الموحدة وحربها مع روما مع ابرز رموزها ماسينيسا ثم حفيده يوغرطة.


كما اهتم التاليف بتقديم اضواء على الحضارة اللوبية وكذلك مختلف مجالات «الرومنة» هذه الظاهرة المعقدة الناشئة عن حرص روما على نقل حضارتها وثقافتها من لغة وديانة واسلوب عيش الى مرحلة الحصول على المواطنة المدنية والسياسية.


ويدرس الكتاب تاريخ بلادنا من بداية العهد العربي الاسلامي الى الاصلاحات اثناء القرن التاسع عشر ذلك ان الانتشار العربي الاسلامي في بدايات القرن الاول للهجرة»منتصف القرن السابع ميلادى «مثل قطيعة بالنسبة للعصور القديمة وحضارات قرطاج وروما وبيزنطة والعهد الوسيط الاوروبي وما اتسم به من نظام اقطاعي.


كما ياتي على اوج الحضارة الاسلامية لافريقية البلاد التونسية كما تسميها المصادر العربية وبالخصوص عصر القيروان وكذلك عهد الفاطميين الذين جعلوا المهدية عاصمة لهم الى حين انتقالهم الى مصر وتاسيسهم القاهرة بعد فشل استقرارهم في البلاد التونسية .


ومن الاحداث التاريخية الهامة المذكورة في هذا الباب هجرة قبائل بني هلال وبني سليم من مصر الى افريقية ودورهم في تعريب البوادى وتدعيم المجتمع القبلي بما غير في توزيع السكان بصفة جذرية.


كما تناول الكتاب مراحل الحكم الموحدى 1253 وتجديد الطبقة الحاكمة بافريقية في هذا العهد الانتقالي قبل ان تصير تونس امارة حفصية مستقلة عن الموحدين ثم خلافة لها في عهد المستنصر وما تميزت به من تطور اقتصادى وعمراني وثقافي خاصة مع بداية الهجرة الاندلسية الى حين نهايتها بسبب بداية الصراع العثماني الاسباني بعد سقوط غرناطة.


وتذكر البحوث في هذا المجال الظروف الممهدة لاعادة تاسيس النظام الملكي في عهد المراديين ثم الحسينيين وبضعف الدولة الحسينية اثناء القرن 19 نتيجة انقلاب ميزان القوى على الساحة الدولية وانطلاقة المد الاوروبي بعد مؤتمر فيانا 1815 على حساب جنوب المتوسط كمجال لتوسعها المباشر.


ويعرج التاليف على نشاة الحركات الاصلاحية كرد فعل رافض للهيمنة الخارجية ومنهجها التوفيقي الاجتهادى الذى ادى بالخصوص الى تاسيس الجيش النظامي والغاء الرق ثم اعلان عهد الامان 1857 والقانون دستور 1861 .


وقد تولى المصلح خير الدين في وضع سياسي مترد تكوين وزارة «انقاذ» 1873 - 1877 وكان له فضل احداث المدرسة الصادقية 1875 الانجاز الثورى الذى حقق تكوين النخبة المتفتحة التي سترفع مشعل استرجاع السيادة بالتوازى مع بادرة شعور وعي جماعي لمقاومة المستعمر.


وفي مجال بروز الحركة الوطنية يتعرض التاليف الى الظروف التي مهدت لتجاوز السلطة الاستعمارية معاهدة قصر السعيد 12 ماى 1881 في نطاق نظام الحماية الذى فرضته على كيان الدولة التونسية واعتماد معاهدة المرسى 8 جوان 1883 التي اقرت التدخل في الشوؤن التونسية وادماجها داخل الدورة الاقتصادية الفرنسية.


وتناول الكتاب تباعا مراحل النضال الوطني المتمثل بالخصوص في ظهور حركة الشباب التونسي باعتبارها المرحلة التاسيسية حيث قيمت هذه النخبة المثقفة الوضع الاستعمارى وقدمت في المرحلة الاولى مطالب لها صبغة ثقافية اجتماعية ثم اخذ نشاطها طابعا سياسيا اثر احداث الجلاز 1911 ومقاطعة الترامواى 1912 .


وكذلك نشاة الحزب الحر الدستورى التونسي 1920 ومطالبته بدستور يضمن حق الشعب التونسي في تسيير شوؤنه وتطورت المواجهة مع النظام الاستعمارى خاصة مقاومة حملة التجنيس والقيام بالعمل الميداني


ثم نشاة الحزب الدستورى الجديد 1934 واعتماد التعبئة الشعبية والدخول في المواجهة مع السلط الاستعمارية والتعريف بالقضية في الخارج مع مواصلة تجنيد كل القوى الوطنية استعدادا للمعركة التحريرية التي خاضها الشعب التونسي بنجاح بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة.


ويمثل الاستقلال منعرجا حاسما استرجع بفضله الشعب التونسي البادرة السياسية وبدا مرحلة البناء والتشييد اذ نشات الدولة الوطنية وتجلى مشروع المجتمع التحديثي ومن دعائمه تحرير المراة ونشر التعليم وتونسة وبناء المؤسسات .


وتتخلص مقدمة الكتاب الى القول ان تحول السابع من نوفمبر 1987انهى الازمة الحادة التي طرات في منتصف الثمانينات من القرن العشرين فانقذ الدولة وعالج التوازنات العامة حاميا الانجازات الرائدة مدعما المشروع المجتمعي التحديثي مواكبا متطلبات تطور المجتمع التونسي.


وخصص الجزء الرابع «تونس التحول» الى استعراض برامج النظام الجديد في تونس والتعرف على انجازاته وخططه الاصلاحية كما رسمها الرئيس زين العابدين بن علي انطلاقا من بيان السابع من نوفمبر 1987 كمرجع لمسار التحول في مختلف مراحله وبالاستناد الى البرامج الانتخابية لرئيس الدولة لسنة 1999 و لسنة 2004 «بن علي لتونس الغد» الذى ضمنه 21محورا تغطي مختلف مجالات التنمية والبناء.



نتائج مسابقة الخمسة الذهبية


أفضت مسابقة "الخمسة الذهبية" في دورتها الحادية عشرة والتي تتضمن تقديم مسابقة خاصة باللباس العادي بمشاركة 30 مبتكرا وأخرى خاصة بلباس السهرة بمشاركة 10 مبتكرين إلى النتائج التالية وذلك وفق البلاغ الذي أصدره الديوان الوطني للصناعات التقليدية اليوم الأربعاء.


مسابقة الخمسة الذهبية للباس اليومي


- الجائزة الأولى (3000 دينار) أسندت إلى السيدة نبيلة الجلاصي (منوبة).


- الجائزة الثانية (2000 دينار) أسندت إلى السيدة فوزية ابراهم (المنستير).


- الجائزة الثالثة (1500 دينار) أسندت مناصفة الى الانسة فاطمة الامين (اريانة) السيد مروان بن عمر (المنستير).


مسابقة الخمسة الذهبية للباس المناسبات :


- الجائزة الأولى (3000 دينار) أسندت الى السيدة عائدة بن) ساسي (اريانة).


- الجائزة الثانية (2000 دينار) أسندت الى السيد مولدى) الدريدى (تونس).


- الجائزة الثالثة ( 1500 دينار) أسندت الى السيدة زكية) الجبرى (باجة).



إصدار طابع بريدي بمناسبة المئوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون


اصدر البريد التونسي اليوم 15 مارس 2006 طابعا بريديا بمناسبة احتفال تونس هذه السنة بمرور ستة قرون على وفاة الموءرخ العلامة عبد الرحمان ابن خلدون وذلك تطبيقا لقرار الرئيس زين العابدين بن علي تقديرا للدور المتميز لابن خلدون في ارساء نظرية العمران البشرى .


وتخليدا لهذه الذكرى المتميزة تم اصدار هذا الطابع البريدى الذي يبرز صورة العلامة ابن خلدون وهو يحمل بيده احدى كتبه وفي خلفيته خريطة تونس التي بها ولد وترعرع ومنها انطلق ليؤرخ للفكر الانساني .


ويتوفر هذا الطابع البريدى وبقية المنتوجات المتصلة به على شبكة الانترنات بالمغازة الافتراضية للبريد التونسي .


يذكر ان عبد الرحمان ابن خلدون ولد بنهج تربة الباى بتونس سنة 1332م وتوفي بمصر سنة 1406م تكون بجامع الزيتونة بتونس ثم درس العلوم به.


تنقل واقام في العديد من البلدان مثل تلمسان وفاس وغرناطة ومصر والشام وتقلد اعلى المناصب ودرس بالمعاهد المعروفة في عصره.


ومن اشهر مؤلفاته "كتاب العبر" وخاصة منه"المقدمة" التي ضمنها نظريته في فلسفة التاريخ وفي العمران البشرى وقد ترجمت الى جل اللغات الأجنبية

ليست هناك تعليقات: