٢٤‏/٦‏/٢٠٠٦

أول امرأة جزائرية تنضم الى عضوية الاكاديمية الفرنسية

6/24/2006 6:16:00 AM

باريس (رويترز) - أصبحت الجزائرية آسيا جبار يوم الخميس أول عضو من شمال افريقيا في الاكاديمية الفرنسية التي تعنى بالحفاظ على اللغة الفرنسية وانتهزت الفرصة لتثير جدلا بشأن ماضي فرنسا الاستعماري.

وانتقدت آسيا وهي مؤلفة ومخرجة سينمائية كتبت كثيرا عن حياة النساء المسلمات الساسة الفرنسيين لفتح باب المناقشة في الآونة الأخيرة للماضي الاستعماري في محاولة لكسب اصوات في الانتخابات التي ستجرى العام القادم.

وواجهت فرنسا تساؤلات جديدة بشأن ماضيها الاستعماري في أعقاب أعمال شغب وقعت العام الماضي في ضواحى فقيرة يغلب المهاجرون على سكانها وتلاها سن قانون جديد متشدد للهجرة وقانون مثير للجدل عن دور فرنسا في الجزائر أثناء الاحتلال.

وقالت آسيا في كلمة القتها في الاحتفال بانضماها الى عضوية الاكاديمية "الاستعمار الذي عاش فيه اجدادنا يوما بعد يوم على مدى أربعة أجيال على الاقل كان جُرحا عميقا."

واضافت قائلة "أعاد البعض مؤخرا نكأ هذا الجرح باستخفاف كبير وفي إطار حسابات انتخابية تبعث على السخرية."

وتناولت في كلمتها وصفا لامبراطورية فرنسية استنزفت موارد الجزائر الطبيعية ومنعت تدريس اللغتين العربية والامازيغية.

وغزت فرنسا الجزائر عام 1830 وجعلتها مستعمرة لها حتى الاستقلال عام 1962.

وأكدت آسيا ضرورة الاعتراف بالكُتَاب العرب الذين يكتبون بغير اللغة العربية. وأشادت بالجزائريين الذين قتلوا خلال صراع مرير في التسعينيات لانهم كانوا يكتبون باللغة الفرنسية أو يعلمون طلابهم بها.

وبدا الصراع المدني في الجزائر بعد ان ألغت السلطات انتخابات كان الاسلاميون المتشددون في طريقهم للفوز فيها.

وقالت آسيا "الحمد لله بدأت جروح بلادي تلتئم منذ ذلك الحين."

وتأسست الاكاديمية الفرنسية التي تضم نخبة من المفكرين والعلماء الفرنسيين في عام 1635 وكان فيكتور هوجو وفولتير من أعضائها الذين بلغ عددهم 700 عضو منذ تأسيسها. وسبق ان ضمت الاكاديمية عددا من الاجانب الى عضويتها.

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد ذكر ان اختيار آسيا جبار لعضوية الاكاديمية التي يغلب الذكور على أعضائها الاربعين من الكتاب والمفكرين دليل على التزامها بالتنوع.

ويوصف أعضاء الاكاديمية "بالخالدين" ويرتدي كثير منهم معاطف طويلة مُطَرَزة بزهور خضراء ويحملون سيوفا. وحضر كثير منهم الحفل للترحيب بانضمام آسيا الى الاكاديمية التي يقع مقرها في مواجهة متحف اللوفر على الضفة اليسرى لنهر السين.

وأصبحت آسيا جبار وهو اسم مستعار من أبرز كُتَاب شمال افريقيا الذين نالوا الإشادة عن أعمالها ومنها "السجن الفسيح".

وولدت في قرية ساحلية بالجزائر عام 1936 وألفت كتبها باللغة الفرنسية وترجمت أعمالها الى لغات كثيرة.

وأصدرت رواية عام 2003 بعنوان "اختفاء اللغة الفرنسية" تحكي قصة رجل يعود الي الجزائر بعد ان قضى 20 عاما في فرنسا.

من انا ويلارد

ليست هناك تعليقات: