٢١‏/٩‏/٢٠٠٦




20 -09-2006


الموسيقار عبد الحميد بنعلجية في ذمة الله


فقدت الساحة الفنية بتونس الليلة البارحة علما من اعلام الموسيقي التونسية في شخص الموسيقار عبد الحميد بنعلجية الذى وفاه الاجل المحتوم عن سن تناهز 75 عاما .


ولد عبد الحميد بنعلجية بتونس في 8 سبتمبر 1931 وزاول تعليمه الثانوى بالمعهد الصادقي ورث الموسيقي عن عائلة عريقة في هذا الفن فجده الطيب بنعلجية ووالده محمد كانا من شيوخ الفن البارزين في العاصمة وكانت لهما صلة وثيقة بشيخ الفن المرحوم احمد الوافي .


اخذ عبد الحميد بنعلجية الفن عن والده وتعلم المالوف على الشيخ علي بانواس من شيوخ الفن وهو الذى ادخله المعهد الرشيدى سنة 1950 حيث تتلمذ على اساتذته وفي مقدمتهم محمد التريكي وبونوره وفيه قضي اربع سنوات ثم التحق بالمعهد الوطني للموسيقي بنهج زرقون وتحصل على ديبلوم الموسيقي عام 1955 وفي نفس المعهد درس الموسيقي الغربية «هارموني» وتخرج في هذا الفن سنة 1960 .


وظهر نشاط عبد الحميد بنعلجية في مجالين الفرق الموسيقية والتدريس ثم في الاذاعة فشارك في فرقة على الرياحي اختصاص ناى وفي فرقة الاذاعة باشراف الفنان المصرى عبد العزيز محمد وفي فرقة المعهد الرشيدى واسس فرقة الاندلس عام 1967 .


باشر التدريس بالمعهد الرشيدى ثم شارك في مناظرة للتدريس بالمعهد الوطني للموسيقي وتولى التدريس من عام 1957 الى عام 1969 ثم انقطع عنه ليعود اليه سنة 1973 في السنة نفسها كلف بالاشراف وبادارة تخت الرشيدية الى سنة 1979 عندما عين رئيسا لمصلحة الموسيقي بالاذاعة والتلفزة.


قاد الموسيقار عبد الحميد بنعلجية فرقة الاذاعة الموسيقية منذ تاسيسها وتخلى عن قيادتها لفترات خلفه فيها عدد من الموسيقيين واثناء تواجده على راس الفرقة قام بتسجيل جميع نوبات المالوف التونسي التي كان يشرف علي تلقينها الشيخ خميس الترنان وكذلك الموشحات الشرقية باشراف الاستاذ المصرى فهمي عوض .


كما اشرف على تسجيل التواشيح الدينية والاغاني الصوفية والسلامية وقد عرف بسعة اطلاعه وتعلقه بالموسيقي التقليدية من مالوف واغان شعبية في هذا الاطار انجز بالتعاون مع المرحوم المنوبي السنوسي «اقرب الناس للبارون درلانجي «ما يزيد عن 150 حلقة اذاعية تعني بالموسيقي التونسية درسا وتحليلا وهي تعتبر وثائق تاريخية هامة جدا . كما ساهم في المعهد الرشيدى في نفض الغبار على عديد الاغاني من التراث التونسي .


وفي مجال التلحين قام بتلحين عديد الشارات الموسيقي لمسلسلات تاريخية اذاعية امثال مسلسل «رحمانة» ومسلسل «المتحدى» ومسلسل «باب الفلة» وثلاثية» ديك الجن» التلفزية اضافة الى تلحينه عدة اناشيد وطنية ودينية نذكر منها قصيد الحجيج علاوة على حوالي 20 استخبارا على الة الناى مسجلة بالاذاعة تستغل في عديد المسلسلات والمنوعات الاذاعية والى جانب ذلك كان وراء انجاز اعمال كبار المطربات والمطربين والملحنين من ترقيم موسيقي للاغاني الى قيادة الفرقة الموسيقية الى التسجيل .


اما في مجال قيادة الفرق الموسيقية فيعتبر الموسيقار عبد الحميد بنعلجية من ابرز واشهر واقدم مايسترو عرفته تونس بالاذاعة والتلفزة والرشيدية وفرقة الاندلس وبقيادته حققت فرقة الاذاعة نجاحات باهرة عند مشاركتها داخل الوطن وخارجه في مهرجانات وتظاهرات واسابيع ثقافية مثل مهرجان صليحة و»مغرب فيزيون» وبالجزائر والمغرب وليبيا والسودان وفرنسا وفلسطين وخاصة نجاح عرضها في الفية القاهرة سنة 1969


والموسيقار عبد الحميد بنعلجية هو احد مؤسسي مهرجان الاغنية كما انه كان من مؤسسي اتحاد الموسيقيين التونسيين وتولى رئاسته وهو عضو عامل بمؤسسة حقوق المؤلفين التونسية وكانت له عدة برامج اذاعية وتلفزية نذكر منها « جديد قسم الموسيقي» و» مواهب « .


احرز الموسيقار عبد الحميد بنعلجية على عديد الاوسمة والجوائز الوطنية وهو يعتبر احد ابرز اساتذة العزف على الة الناى ومن امهر عازفيه .



أخبــــــــــــــــــــار تونس

ليست هناك تعليقات: