١٦‏/٤‏/٢٠٠٧

حكمت الحاج

تَذكارٌ لبحرٍ غيرِ أبيضٍ

حكمت الحاج

انهضْ واستأنفْ طيرانك ايها البازي
ضد الريح البحرية العاصفة
امضِ منتصب القامة
مرفوع الهامة
نحو الغابة التي تجذب اليها روحكَ
منذ أبد الغابرينَ
انهضْ
واجعلْ
ان أردتَ نجمَ الشمال دليلا لكَ
ـ أقفُ قدام البحر
أناجي الريح البحرية العاصفة
أرقبُ الحشود كلها تمضي
مثل تذكارٍ
نحو بحر غير أبيضٍ
أصرخُ فيَّ مرارا
لِمَ يَا ربّ هذا الضوء يأتي
علي جناحٍ من الريح؟

ماذا يقول الضوء يا ربّ،
ماذا تريد الريح؟
آهِ لو كان في الدار أحدٌ
لكفاه نداء واحدٌ
يا غريبَ الدارِ
لكنْ
لا أحدْ ... ـ
ارمِ باللعنات الي صُنّاع الزمان الشرسينَ
اشتمْ والعنْ واكسرْ حتي قافية الحرية
لكنْ تذكرْ
انك ستسقط يوما أيها البازي
كما سقطنا جميعا
لان النجوم أيضا
تَسَّاقطُ أحيانا
فلا تكنْ تراك أمكنة إذا لمْ تُرْضِها
أو تَعْتَلقْ بالموت بعضُ نفسكَ
فعلي قلقٍ تتلهي بالهواجر
اذْ كلّ ابن همّ
بَلِيّةٌ عَمْياءُ..
لندن منتصف آذار (مارس) 2007
شاعر من العراق
هامش/ تتضمن هذه القصيدة تنويعات استعمالية علي أبيات من مُعَلّقَتَيْ الشاعرَين الجاهلييَّن لبيد بن ربيعة العامري، والحارث بن حلزة اليشكري، وقصائد سابقة لي، مما اقتضي التنويه.

alquds alarabi.

ليست هناك تعليقات: