١٦‏/٤‏/٢٠٠٧

سليم عزوز

من أساء الي سمعة مصر في فيلم وراء الشمس ؟
سليم عزوز

16/04/2007

أخيرا وبعد تردد بدأت قناة الجزيرة في بث حلقات الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان (وراء الشمس)، والذي يتحدث عن التعذيب في مصر، وقامت زميلتنا هويدا طه بإعداده، وترتب عليه ان تم القبض عليها، وأحيلت للنيابة وبحوزتها جسم الجريمة، الذي تمثل في مجموعة (أشرطة)، وأخذت من الدار الي النار، لكن فات القوم ان هويدا قامت بتسريب نسخة من البرنامج، إلي استوديوهات القناة في الدوحة، بينما هم يظنون انهم بمصادرة ما ضبطوها متلبسة به، قد منعوا الجريمة قبل وقوعها.. مساكين فلا يزالون يعيشون في عصر (المنافلة)، علي الرغم من الطنطنة الإعلامية بالحكومة الإلكترونية، وعلي الرغم من ان رئيس الحكومة الحالي تم اختياره لهذا المنصب لانه (نتاوي) قديم ـ نسبة للإنترنت ـ ولانه يملك جهاز كمبيوتر نقال، علي وزن الهاتف النقال.
(المنافلة) ترجع الي عصر ما قبل التكنولوجيا، أما الحال الآن فقد تغير، وقد اخبرني أحد الذين يتولون إدارة إحدي الفضائيات، انه يمكن إرسال المواد للخارج عبر الإنترنت دون ان يستلزم الأمر ان يخرج الإنسان من مطار القاهرة الدولي حاملا الأشرطة، ليتم النظر الي ما معه علي انه يدخل في باب الممنوعات، كالحشيش والأفيون والبانجو. بل ان صاحب قناة (الزوراء) العراقية بعد ان تم وقف بث قناته عبر القمر (نايل سات) بعد ضغوط من الأمريكان وأذيالهم في العراق، يقوم بالبث عبر ذات القمر رغم انف الجميع بمن فيهم أصحابه في مصر.. فنحن في عصر التكنولوجيا، وبواسطتها أرسلت هويدا طه نسخة للجزيرة، بينما جماعتنا في مصر يظنون عندما أوقفوها في المطار، انهم قد أتوا بالذئب من ذيله.. مساكين.
هويدا طه لا تزال قضيتها منظورة أمام القضاء المصري، والتهم الموجهة إليها تكفي ـ لو صحت ـ لان تلبث في السجن سنين عدة، فهي متهمة بتهمة فتاكة هي الإساءة الي مصر، ولعل السبب في تردد القناة القطرية في بث البرنامج مرده الي الخوف من ان يمثل البث استفزازا للسلطة، الأمر الذي يترتب عليه ان يتم التنكيل بالمتهمة، والتي وان كانت موجودة الان في الدوحة، فسوف تضطر للقدوم الي مصر، في حالة ما اذا صدر حكم بإدانتها من محكمة اول درجة، للطعن في هذا الحكم، ووقتها ستصبح في قبضتهم، وإذا كانت هالة سرحان سوف تنجو بإذن واحد احد من ذات التهمة، بعد تشريف سمو الأمير الوليد بن طلال المفدي صاحب قناة (روتانا) المحروسة، فان هويدا طه وضعها مختلف، فهي تعمل في (الجزيرة)، ومن ناحية ثانية فإنها تكتب في هذه الجريدة الممنوعة من دخول البلاد، وتتهجم في مقالاتها علي أهل الحكم، وتعارض التوريث، وبالتالي فلن تُغل ايدي القوم عنها، حتي ولو قالت كوندوليزا رايس انها تشعر بالقلق.
فيما يختص بالقناة القطرية، فان القوم قد يتسامحون فيما يخصهم، فهي وان كانت قد نجحت في ان تجعل من أداء التلفزيون المصري مسخرة من العيار الثقيل، إلا ان المشكلة الأكبر انها دشنت لمرحلة جديدة في تاريخ منطقة الخليج، وهي خروج قطر من الوصاية السعودية، حيث كان الملك هناك يقدم نفسه للعالم علي انه (كفيل) للمنطقة، ومعه كفالة الأمراء في دول الخليج، لكن هذا الزمن قد ولي، وأصبح الجميع يخطب ود قطر التي نجحت في ان تنشئ قناة تلفزيونية أصبحت حديث العالم، وسعت الأنظمة العتيقة في المنطقة الي منافستها بتأسيس قنوات فضائية مشابهة، ولدت مريضة احتار في تشخيص حالتها الطبيب المداوي.
قد يتسامح القوم عندنا في حقهم، فيما يختص بنقل الريادة الإعلامية من هنا الي هناك، لكن لا يمكن أبدا ان يتسامحوا في حق إخوانهم في الله حكام المملكة الذين من أجلهم ـ ومن أجلهم وحدهم ـ تم الحرص علي ان تحتوي قوانين النشر علي نص يجيز الحبس لمن يقترب من رحابهم ولو بشطر كلمة.. وهذه هي عظمة الحب في الله!

برنامج الحصاد

ما علينا، فأخيرا حسمت (الجزيرة) أمرها، وانتقلت من مرحلة الإعلانات عن البرنامج تحت عنوان: (قريبا)، الي تحديد الموعد بيوم الأربعاء الماضي، ويبدو ان القائمين علي الأمر فيها تناولوا (حباية) الشجاعة في هذا اليوم، فلم يكتفوا ببرنامج هويدا طه، وانما حرصوا قبله علي ان تكون حلقة برنامج (قضية الحصاد) لمناقشة تقرير منظمة العفو الدولية، الذي يؤكد ان انتهاكات حقوق الإنسان في مصر تتم بشكل منهجي، وقد بدأت الحلقة بتقرير لمراسلة القاهرة لينا الغضبان، وهي دؤوبة، ولا تنقصها الشجاعة، ولكنها تحتاج الي ان تخضع لدورة في مركز الجزيرة للتدريب.. انظر الي أداء المذيعة سوزان حرفي قبل وبعد حصولها علي هذه الدورة.
الجزيرة تحرص علي ان تقدم الرأي والرأي الاخر، وفي الشأن المصري فان حرصها يكون اكبر، لكن المشكلة في ان العناصر التي يتم التقاطها للدفاع عن وجهة نظر السلطة، يبلغ بها الحال الي حد أنها تقول كلاما مضحكا، مثل نائب الحزب الحاكم الذي قال في برنامج (قضية الحصاد) انه لا يوجد مسجون واحد بدون حكم قضائي.. ولا واحد!!.. مع ان المنظمات الحقوقية ترتفع بالعدد الي اكثر من عشرين ألف معتقل، قضوا في المعتقلات مددا تتراوح بين عشر سنوات واثنتي عشرة سنة، وبعضهم حصل علي أحكام بالإفراج، ووزارة الداخلية تكذب هذا الرقم، لكن لم تقل ما قاله النائب من انهم ولا واحد، وعندما يأتي من يقول: ولا واحد، فان القائل يسيء لأصحابه بدرجة ستقل لو ان البرنامج اقتصر علي رأي المعارضة فقط، ففي النهاية قد يوجد من بين المشاهدين من ينظر الي ما تقوله علي انه يدخل في باب المبالغة والتشويه، أما ان ينتصب نائب بالحزب الحاكم ويقول: ولا واحد، فان ذلك يجعله أضحوكة الأمم!
الشكر الجزيل لنائب الحزب الحاكم ليس لانه قال: ولا واحد في السجون بدون قضية، وبدون ان يكون محبوسا بحكم قضائي، ولكن لانه طمأن قلوبنا الملتاعة، وقال لا داعي للقلق من المادة 179 من الدستور، التي تبدد الحماية التي تمنحها نصوص أخري للمساكن وللحياة الخاصة للمواطنين، وهي المادة التي تعطي لرئيس الدولة الحق في إحالة أي متهم الي القضاء العسكري، بعد ان فقد ثقته ـ الا قليلا ـ في القضاء الطبيعي.

وبدأ برنامج هويدا

لقد قالوا ان برنامج (هويدا طه) ـ بهذا الاسم اشتهر في مصر ـ سوف يذاع في الحادية عشرة مساء بتوقيت القاهرة، ومثلي يجد صعوبة في حساب فروق التوقيت، والجزيرة تعلن عن برامجها بتوقيت غرينتش وتوقيت مكة المكرمة، لكن محامي زميلتنا المتهمة وبلدياتها احمد حلمي تحول الي مسؤول دعاية عن البرنامج، فحسب وخصم، وجمع وطرح وتوصل الي موعد إذاعة البرنامج حسب التوقيت المصري، وضخ آلاف الرسائل عبر البريد الإلكتروني لمن يعرف ومن لا يعرف.
كنت قد قررت ان أعود للمنزل مبكرا في هذا اليوم، مع احترامي للبلدان العربية الشقيقة التي تخلو شوارعها الا من العفاريت بعد الثامنة مساء. وقبل ان اهم بالعودة كان معي ثلة من الزملاء تفرقوا الي منازلهم، ليشاهدوا برنامج هويدا طه، اكثر من اتصال تليفوني تلقيته ليؤكد علي موعد البرنامج، تحولت مشاهدة برنامج تلفزيوني الي مهمة قومية، فالقوم بما فعلوا مع هويدا حولوها الي نجمة ذائعة الصيت، وهي التي تعمل في (الجزيرة) خلف الكاميرا، وكان عليها ان ترسل لهم باقة ورد. في مترو الأنفاق وانا عائد لمنزلي سمعت سيدة لا يبدو عليها أنها تتعاطي السياسة تقول لصاحبتها الليلة برنامج (الست بتاعة الجزيرة اللي قبضوا عليها)، ولان القرعة تتباهي بشعر بنت أختها، فقد فكرت ان أقول لها انا زميل الست بتاعة الجزيرة.. والنعمة الشريفة. لكني تراجعت.
الأنظمة في عالمنا العربي منحوسة، ما ان تقرر ان تشنع علي أحد او تشوهه، حتي ترفع قدره، وفي قضية هويدا طه لم يكتفوا بما فعلوه معها، من ضبط وقبض وتحقيقات وحجز في أماكن خاصة بالمجرمين، ولكنهم أغروا بها صبيانهم فهاجموها في صحفهم، وتجاوزوها في الهجوم الي أهلها وذويها وكل من يمت لها بصلة، وخصصوا فقرة في برنامج (البيت بيتك) للقيام بمهمة التشويه. يبدو انهم لم يتعظوا، فقد كان الشعب المصري ينظر الي حملات الإبادة الإعلامية علي زعيم حزب الغد المعارض الدكتور ايمن نور علي انها نياشين.
برنامج (هويدا طه) بدأ بكليب (عماد الكبير) وهو الشاب الذي اختلف مع أمين شرطة فكان جزاء تجرؤه علي سيادة الدولة ان انتهكوا عرضه في قسم البوليس، وصوروه، ووزعوا صوره علي الناس حتي يحطموه نفسيا، ووصلت الصور الي الجميع عبر التليفون النقال، وفي النهاية لم يكن هناك مناص من تقديم الجاني للقضاء ولا تزال محاكمته منصوبة حتي الآن. وبعد هذا نقل البرنامج لقطات من تظاهرات شهدتها مصر في الصيف الماضي، وتعليقا من (المتهمة) التي لم اكن من قبل قد سمعت صوتها، واكتشفت انه صوت اذاعي رصين، فلقطات من وصلات تعذيب من فيلمي (الكرنك) و (البريء)، فلقطات من الشارع المصري المزدحم بالمصريين البسطاء الحريصين علي عدم إغضاب الحكومة وشعارهم (ابعد عن الشر وغني له)!
هويدا استضافت مجموعة من ممثلي المنظمات الحقوقية منهم ناصر أمين وجمال عيد الذي قال ان دورنا فضح ما تفعله الحكومات العربية، واستضافت ضابط الشرطة السابق نبيل لوقا بباوي الذي روينا جانبا من سيرته العطرة في مقال الأسبوع الماضي، فالنائب الأسبق لرئيس جهاز امن الدولة خالد الذكر اللواء فؤاد علام المتهم من قبل الاخوان المسلمين بقتل كمال السنانيري، وترافعا ودافعا دفاعا مخلصا. فالمنظمات الحقوقية من وجهة نظرهما تغازل المنظمات الدولية بالحديث عن التعذيب، وبباوي قال ان الصور الخاصة بعماد الكبير مفبركة. وعندما سئل عن من فبركها قال: أعداء الشرطة (كتير)!
الحالتان اللتان تعرضتا للتعذيب في الحلقة الأولي لا علاقة لهما بالسياسة، فالحالة الأولي صاحبتها ذهبت الي قسم الشرطة لتبلغ عن حادث سرقة وهناك رأت ما لا عين رأت ولا اذن سمعت، والحالة الثانية خاصة بشاب طلب منه احد الضباط ان يعمل مرشدا لديه لكنه رفض، فكان ان تلقي وصلة تعذيب أصابته بالعجز. وكان بباوي قد قال انها حوادث فردية، قبل ان يعود ويقول انها ظاهرة محدودة، وان كان قد استدرك وقال انها لا تتعدي أصابع اليد الواحدة.
فهل يستحق هذا الأمر اتهاما شنيعا وفظيعا بالإساءة الي سمعة مصر؟. وان كانت مثل هذه الوقائع تسيء الي سمعة البلاد فهل المسيء هو ناقل الكفر، ام الكافر، وهل هويدا طه، ام من ارتكبوا هذه الجرائم، وهل من عرضها للناس، ام من سعي للمشاركة فيها بالتستر عليها؟
عموما فان فيلم هويدا طه علي درجة عالية من المهنية، جذب المشاهدين بإخراجه المتقن، والفضل في ذلك يرجع لمخرجه اكرم الإمام.
نسأل الله العافية.
كاتب وصحافي من مصر
azzoz66@maktoob.com
2




JoeEgyptian - مثل هذه الوقائع تسيء الي سمعة البلاد
When the inspector asked Pikasso, in front of the "Gornica": "Who did this?", the great artist replied: Your souldiers!!



سعيد - هذا غيض من فيض
ماعرض فى قناة الجزيرة هذا ياسيدة نقطة فى محيط مما يحدث فى مصر من انتهاكات لكل الحقوق والمواثيق الانسانية فيكفى ياسيدى انك تكون صاحب حق وتريد الحصول على حقق فتخاف ان تذهب الى قسم الشرطة خوفا من البهدلة وانت صاحب حق اما لما تكون مجرم حقيقى او مشتبه فيه او مجرم محتمل او لك ميول اجرامية او ساكن جنب مجرم وعلى فكرة المجرم الحقيقى هو الذى يتمتع بحماية الشرطة لانهم بيعتبروه راجل من رجالتهم ولهم شغلهم وقت الحاجة وانت عارف الحاجة دى امتى جهاز رهيب نسال اله ان يحطمه ويرحم الشعب الغلبان منه



abdullah obad - The falling of Egypt
Iam really sorry that all these abuses and human rights violations are happening in the country that its teachers taught me well not just in Arabic but also in English.I feel sorry to see unknown politically countries taking the position of Egypt!!
alquds alarabi.

ليست هناك تعليقات: