٦‏/٢‏/٢٠٠٦

رحيل الشاعر عصام محفوظ

المثقفون العرب يشيّعون اليوم صاحب «الزنزلخت» إلى مثواه الأخير ... عصام محفوظ ... صرخة «سعدون» الأخيرة في زمن القهر والهزائم
بيار أبي صعب الحياة - 05/02/06//


حين كتب عصام محفوظ بعد النكسة بيانه - المانيفستو الشهير، «بيان مسرحي رقم واحد»، المنشور لاحقاً في مقدّمة مسرحيّته «الزنزلخت» (1969)، لم يكن يعرف ربّما أنّه يعلن الولادة الرسميّة للمؤلّف المسرحي الحديث في لبنان. وجاء صمت الشاعر، وانقطاعه عن الكتابة للمسرح، اعلاناً لاحتضار المسرح اللبناني كما عرفناه في سبعينات القرن الماضي... وها هو صاحب «أعشاب الصيف» (1961) و»الموت الأوّل» (1973)، بعد أن هجر الشعر من أجل المسرح، ثم تخاصم مع المسرح متحوّلاً الى التأريخ للذاكرة العربيّة المعاصرة، ها هو ينسحب بهدوء من المدينة، ويقلع ليس فقط عن الكتابة بل عن الحياة برمّتها... مضى عصام محفوظ نصف مشلول بعد سنوات العوز، وأشهر طويلة من المعاناة الصامتة، كاد يلفّه فيها النسيان لولا تعاطف حفنة أخيرة من الزملاء والأصدقاء. قبيلة في طريقها الى الانقراض المعلن، كما كان موت عصام معلناً، خافت على نفسها وهي تتضامن معه وتعلن غضبها لما آل إليه مصيره.
مضى الشاعر، ومعه «زليخة» و»سعدون» و»فرج الله الحلو» و»سرحان بشارة سرحان»، ليلتحق بالمعلّمين الذين جالسهم في سنواته الأخيرة الغزيرة بالانتاج من جورج شحادة مواطنه في جمهوريّة الشعر... إلى الشيخ الأكبر ابن عربي وصحبه «الماديين» ابن الرواندي وأبو بكر الرازي وجابر بن حيّان، مروراً بآرتور رامبو وأوجين أونيسكو وألفريد جاري، وطبعاً هارولد بينتر وصموئيل بيكيت اللذين خيما طويلاً على عالمه المسرحي.
مضى بالخفر المعهود نفسه، ممزوجاً بسخريّة عبثيّة درج عليها في المسرح والحياة... كأنّه يخفي خلف نظارتيه السوداوين، مرارة لا تقال، واستقالة من كلّ الاحلام الطليعية والتطلّعات المستقبليّة التي طالما طبعت كتابته ومعاركه، وتجربته ورهانات جيله.
لذلك تراه تشبّث في السنوات الأخيرة بالذاكرة الهاربة يوماً بعد آخر، كمن يستعيدها ويحييها ويجاهر بالانتماء اليها في أزمنة الانحطاط والتشنّج والظلام، برموزها وانجازاتها الفكريّة والأدبيّة. فهو يتيم العصر الذهبي لبيروت، لم يعد يجد في الواقع أو الراهن ما يروي غليله أو يشفي خيباته أو يغري بالانتماء والنزول الى المعترك... مثل أيّام زمان.
كانت ستينات بيروت التي شهدت بروز محفوظ، أرضيّة خصبة بالتجارب الأدبيّة والفنيّة والفكريّة والجماليّة، صاخبة بالتجارب السياسيّة الراديكاليّة الساعية إلى تطوير المجتمع وتغيير العالم. تلك الصحوة التي حوّلت المدينة مختبراً عربياً رائداً، ما لبثت أن تفاقمت بالمشاريع البديلة في الأدب والسياسة، وفارت المواد الأسيديّة في الأنابيب حتّى كان الانفجار الكبير، الذي أدخل لبنان، وبعده المنطقة في جحيم الحروب الأهليّة.
وفي خضمّ تلك الفورة عرفت الحركة المسرحيّة عصرها الذهبي... كان تجربة «شعر» مهّدت لاعادة النظر بالقوالب والأشكال، واختراع لغات جديدة، ولم تلبث العدوى أن انتقلت إلى الخشبة، بعد بروز جيل من المخرجين والممثلين المتأثرين بمختلف التجارب الغربيّة، والباحثين عن هويّة وشرعيّة ومعنى وامتداد وجذور في أرضية ثقافية خصبة، أو تربة بركانية إذا فضّلنا. وكان عصام محفوظ أحد صانعي ذلك العصر الذهبي، خصوصاً في المسرح. خاض تجربة الترجمة من التراث العالمي التي انخرط فيها شعراء بارزون مثل أنسي الحاج، فكانت «غودو» بيكيت، وخاض تجربة العمل الجماعي مع «محترف بيروت للمسرح» (روجيه عسّاف/ نضال الأشقر)، فكانت «كارت بلانش». وبعدها استقلّ بتجربته ليكتب نصوصه على أسس جديدة، تنبذ الخطابة، ترفض الذهنية، تستبعد الأمثولة الايديولوجيّة... وتقطع الطريق على كل ثرثرة خارج الضرورة الدراميّة، والايقاع الشعوري، والرؤيا الفكريّة المجسّدة جمالياً.... بدءاً من مسرحيّة «الزنزلخت» التي تعتبر مفترق طرق في المسرح اللبناني الحديث. قدمت المسرحية للمرّة الأولى العام 1968، بعد أربع سنوات على كتابتها، (وكان رفضها منير أبو دبس)، وضمّت أبرز ممثلي تلك الحقبة الاستثنائية: ريمون جبارة ومادونا غازي ونبيه أبو الحسن وفيليب عقيقي... وأخرجها بيرج فازيليان... وليس غريباً أن يعود الجيل الجديد الى هذا العمل، إذ أخرجته في التسعينات مسرحيّة شابة هي عبلة خوري التي تنتمي إلى جيل «ما بعد المسرح» يبحث عن نفسه خارج القوالب الضيّقة للعبة المسرحيّة التقليديّة.
ويروي المخرج بيرج فازيليان في سيرته عن تلك التجربة: «جاءني ذات ريمون جبارة ونبيه أبو الحسن وفيليب عقيقي ومادونا غازي. قالوا: نريد أن نقدم «الزنزلخت» لعصام محفوظ. باشرنا التمارين عليها، وهي في مراحل متقدمة على هذا الصعيد. عصام محفوظ أراد إخراجها، لكن التجربة كشفت عدم تمكّنه من فن الاخراج. قرأوا المسرحية على مسمعي، وجدتها مسرحية عبث. أردت عبرها ان نذهب جميعاً الى العبث الأقصى. غيرت قليلاً في شكل الكتابة لهذه الغاية. سعدون (ريمون جبارة) يبدأ من لحظة الولادة وينتهي بها. لا حلول في الحياة، هكذا أردت للمسرحية ان تقول بارتداد البطل الى الرحم. عصام يقول ان لا حرية. كنت أكثر راديكالية في طرحي في المسرحية. لم يكن في حوزتنا مال. استدعيت عارف الريس، قلت يا عارف نحن لا نملك مالاً. ونريد ان تساعدنا في ديكور «الزنزلخت». عندي رؤية: حديد بحديد. جئت بشاحنة حديد ورميناه على الخشبة. ذهب عارف في الرؤية الى حدودها القصوى. زوجتي صممت الملابس من الجنفيص الرخيص. كلفت المسرحية 500 ليرة لبنانية. أما الممثلون فقبضوا من عائدات شباك التذاكر. عند نهاية العروض، خرج كل واحد منهم بمبلغ 35 ليرة. الموسيقى كانت مقطوعات لرافي شنكار».
مع «بيان مسرحي رقم واحد» أراد محفوظ أن يؤرّخ للتجربة، ويعلن ولادة اتجاه جديد... على طريقة توفيق الحكيم في «قالبنا المسرحي»، ويوسف إدريس صاحب «الفرافير» في «نحو مسرح مصري»، وصولاً الى سعد الله ونّوس الذي يعتبر شريكاً في التجربة من موقعه الخاص «في بيانات من أجل مسرح عربي»، وبيان المسرح الاحتفالي في المغرب (الطيب الصديقي - عبد الكريم برشيد)... وصولاً الى روجيه عسّاف، ولعلّ هذا الأخير أعلن في «بيان مسرح الحكواتي» نهاية ذلك العصر الذهبي الذي كان أحد شركائه البارزين.
في بيانه يعلن عصام محفوظ الحرب «ضدّ الاتفاق، ضد التقليدية، ضدّ التفاهة، ضد الكسل، ضد اللامسرح». إنّها حرب تجعل أعماله عند «الحد الفاصل بين النص الأدبي والنص المسرحي (...) إنني ضد الكلمة الشعرية في المسرح، ضدّ الحذلقة الذهنيّة، ضدّ البلاغة، ضد الخطابة، ضد الغنائيّة، ضد الفكر، ضدّ كلّ ما يقتل الحياة في اللغة المسرحيّة».
وعلى رغم مشاغله السياسية التي طبعت بسماتها تلك الحقبة في لبنان والمنطقة، فإنّه رفض الشعار، والثقل الايديولوجي... ناحياً صوب العبث، بصفته ردّ الفعل الوحيد الممكن على الاستلاب الذي يولّده القمع. إنها تلك الانعطافة الحاسمة نحو ما سماه محفوظ «التفتحات الشكلية الجديدة» التي ابتكرت لغة جديدة، قافزة من «لغة الكتاب الى لغة الخشبة». إنّها «اللغة الثالثة» التي بشّر بها عصام محفوظ، وتقع في منطقة وسطى بين الفصاحة الأدبيّة، والمحكية كما تعيش على لسان العامة. عمل محفوظ على فصاحة مبسّطة، أو عامية فصيحة، لغة تمثيلية تتسع لتجسيد حالات شعورية محددة في سياق درامي محدد. إنّها عمليّة تواطؤ بين المكتوب والشفوي لتوليد لغة حيّة ومعاصرة، لغة الحياة، أولاً وأخيراً لا حاجزاً إضافيّاً ينتصب بين الخشبة والجمهور.
وبعد «الزنزلخت» التي جاءت خير تعبير عن نكسة الـ 1967، كتب محفوظ مسرحيّة «الديكتاتور» التي تنحو أكثر نحو العبث. شخصيتان معزولتان كما في مسرح بينتر («الغرفة» مثلاً)، في ملجأ غامض يقودان انقلاباً عكسرياً أو ثورة خرافيّة من عزلتهما الكافكاويّة. الجنرال المصمم على تخليص العالم وتابعه سعدون. السيد والعبد، في لعبة تبادل أدوار مقلقة. أخرجها ميشال نبعة ومثّل فيها إلى جانب أنطوان كرباج، وقدّمت للمرّة الأولى سنة 73. من المفروض أن «الديكتاتور» هي الجزء الثاني من ثلاثيّة حول شخصيّة «سعدون». لكن الجزء الثالث «سعدون ملكاً» لم يعرف أبداً طريقه الى الخشبة أو المطبعة. توصل محفوظ مع سعدون الى بناء شخصية مسرحية متكاملة، ناضجة، (لا رمزاً لحالة أو قضية أو شعار)، شخصية مستقلّة عن الحدث ومشاركة فيه، أي بامكانها التحكّم فيه. سعدون هو الطفل المشاكس الحالم بتخريب العالم السلطوي، وهو ضحية القمع والاحباط والحرمان والاضطهاد، من شقائه يولّد الفكاهة. في «الزنزلخت» هو الفرد العاجز عن التفاهم مع الجماعة، الداخل في صراع وجودي مع قدره. أما في «الديكتاتور» فيرتقي الى مرتبة اعلى من الوعي الانساني، من دون تعديل في البعد المأسوي لتلك الشخصية الساخطة، كما هو عصام محفوظ نفسه، وكما بقي حتّى أيّامه الأخيرة محافظاً على الراديكاليّة نفسها.
لا بدّ من التوقّف عند تجربته قي التعاطي مع نصّ صموئيل بيكيت الشهير «في انتظار غودو» وقد اعاد كتابته بتلك اللغة الثالثة التي طالما دافع عنها، وأخرجها شكيب خوري متقاسماً بطولتها مع روجيه عسّاف ونبيه أبو الحسن (1969). لا بدّ أيضاً من الاشارة الى مسرحيّة خاصة جداً لمحفوظ، هي «لماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله الحلو في ستيريو 71» (1971) التي تختصر تأثراته بالمسرح التوثيقي على طريقة بيتر فايس صاحب «مارا - ساد»: الشغل على المادة الارشيفيّة وتحويلها الى لعبة دراميّة وطقس احتفالي. وهي الطريقة التي واصل اعتمادها في مؤلفات الحقبة الأخيرة نابشاً من التراث النهضوي مادة لـ «محاوراته» الممسرحة مع كبار مفكّري النهضة العربية ورموزها، أو مع مفكرين نقديين من التراث العربي - الاسلامي.
قام محفوظ بمجالسة «مع الشيخ الأكبر ابن عربي» (دار الفارابي - 2003)، وجال مع رواد «مسرح القرن العشرين» (دار ألفارابي - 2002) مقدماً بأسلوبه المعهود رموزاً أساسية في ثقافتنا المسرحية المعاصرة: صموئيل بيكيت، برتولد بريخت، يوجين أونسكو، فريدريش دورنمات، ماكس فريش، آرثور أداموف، آرثر ميلر، جان أنوي، جون أوزوبرن، هارولد بنشر، هاينر مولر، وول سوينكا، جورج شحادة، أدمون بوند، عزيز نيسين، ألفرد جاري... وتوقّف عند «رامبو بالأحمر» (دار الفارابي - 2000)، متناولاً للمرّة الأولى شعر رامبو وسيرته من خلال علاقته بعامية باريس (كومونة 1871)، والاشتراكية الطوباويّة... كما كان تقصّى عالم جورج شحادة وشعره في «جورج شحادة - ملاك الشعر والمسرح» (دار ألفارابي - 1989). وكثّف لقرّائه «سجالات القرن العشرين» (دار الفارابي - 2004)... كما سبق أن حاور مفكري النهضة وغيرهم من شعراء وروائيين وروّاد... ولم يتوان عن الكتابة عن «الإرهاب بين السلام والإسلام» (دار الفارابي - 2003)، معالجاً مسيرة الإرهاب «بالتوازي مع مشروع الإمبراطورية الكونية الأميركية، سواء الإرهاب الحقيقي كردّ فعل على الاستفزاز الأميركي المباشر، أو الإرهاب المزيّف الذي للكواليس الأميركية حصة في صنعه بطريقة غير مباشرة، واستغلال الوجهين معاً لتعطيل كل قدرة على مقاومة مخططات الهيمنة الكونية التي للصهيونية الحصة الكبرى فيها».
هكذا هو عصام محفوظ، في كل مؤلّف وضعه بعد انقطاعه عن المسرح، كان يبحث عن جزء أساسي من مكوّنات وعيه ووعي جيله، ويجاهر به لمعاصريه، كمن يخاطبهم عن الراهن وعن أدوات مواجهته. وتلك الكتب يمكن اعتبارها ايضاً فصولاً في سيرة ذاتيّة ناقصة، وضع الموت حداً لها قبل الأوان. إنّ موت عصام محفوظ مثَّل الجزء الثالث من ثلاثيته المسرحيّة الناقصة، هو احتجاح سعدون الأخير على ظلم العالم في زمن القهر والهزيمة والطغيان.
حياته ومؤلفاته
> ولد عصام محفوظ سنة 1939 في جديدة مرجعيون جنوب لبنان.
> بعد الدراسة الثانوية في مرجعيون، حصل على دبلوم دراسات عليا معمقة من «معهد الدراسات العليا» في باريس.
> عمل في الصحافة منذ العام 1959.
> ساهم في حركة مجلة «شعر» (1958 - 1968).
> رافق الحركة الثقافيّة اللبنانيّة والعربيّة والعالميّة، من خلال عمله ناقداً في جريدة «النهار» قرابة ثلاثة عقود (تركها سنة 1997).
> انتسب الى الجامعة اللبنانية سنة 1970، أستاذاً لمادة التأليف المسرحي.
> هاجر إلى باريس سنة 1976 بعيد اندلاع الحرب الأهليّة، وبقي فيها حتّى سنة 1981.
> من أبرز مؤسسي الحركة المسرحية الحديثة في لبنان، منذ مطلع الستينات.
> أعماله المسرحيّة: «الزنزلخت» (1969)، «القتل» (1969)، «كارت بلانش» (مع «محترف بيروت للمسرح» -1970)، «لماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله الحلو في ستيريو 71؟» (1971)، «الديكتاتور» (1971)، «قضية ضد الحرية» (1975)، «مسرحيات قصيرة» (1984)، «التعري» (مسرحية في صيغتين - 2001).
> مجموعاته الشعريّة : «أشياء ميتة» (1959)، أعشاب الصيف» (1961)، «السيف وبرج العذراء» (1963)، «الموت الأول» (1973).
> مؤلفاته وترجماته الأخرى: «دفتر الثقافة العربية الحديثة» (1973) «أراغون، الشاعر والقضية» (1974)، «مشاهدات ناقد عربي في باريس» (1981)، «سيناريو المسرح العربي في مئة عام» (1981)، «الرواية العربية الطليعية» (1982)، «جبران، صورة شخصية» (1982)، «لقاءات شخصية مع الثقافة الغربية» (1983)، «دفتر الثقافة اللبنانية» (1984)، «السريالية وتفاعلاتها العربية» (1987)، «حوار مع رواد النهضة العربية» (1989)، «جورج شحادة ملاك الشعر والمسرح» (1989)، «المسرح مستقبل العربية: ملف الجدل» (1991)، «أبعد من الحرب» (1992)، «مسرحي والمسرح» (1995)، «أبعد من السلام» (1997)، «مختارات من الشعراء الرواد في لبنان 1900 - 1950» (1998)، «عشرون روائياً عالمياً يتحدثون عن تجاربهم» (1998)، «لعنة زحل: جوزف بريستلي» (ترجمة 1998)، «الرواية العربية الشاهدة» (2000)، «حوار مع متمردي التراث» (2000)، «ماذا يبقى منهم للتاريخ» (2000)، «رامبو بالأحمر» (2001)، «شعراء القرن العشرين» (2001)، «مسرح القرن العشرين» (جزءان - 2002)، «عاشقات بيروت الستينيات» (2002)، «الارهاب بين السلام والإسلام» (2003)، «قصائد حب، تليها رسائل غالا - لبول إيلوار» (2003)، «مع الشيخ الأكبر ابن عربي» (2003)، «حوار مع الملحدين في التراث» (2004)، «سجالات القرن العشرين الفكرية السياسية» (2004)، «بعض اساتذتنا في القرن العشرين» (2006)، «رحلات ثقافية في سبعينيات القرن الماضي (2006).

دار الحياة.

ليست هناك تعليقات: