٦‏/٢‏/٢٠٠٦

اماني السويسي: أتمنى الغناء من ألحان أسامة الرحباني



ايمان السويسي: أتمنى الغناء من ألحان الأستاذ أسامة الرحباني
خرجت من «ستار أكاديمي» لتدخل الى المسرح الرحباني
أماني تحقق أمنيتها
خرجت من «ستار أكاديمي» لتدخل مباشرة إلى المسرح الرحباني في مسرحية «جبران والنبي»... فرصة كبيرة جدا أُعطيت لها, ومسؤولية أكبر تحملتها أماني السويسي من دون أن تحسب لها حساباً.
في دور «الميترا», تلك الشخصية الخيالية التي أوجدها جبران خليل جبران في مدينته «أورفليس»... كانت مباشرة أمام النبي المصطفى­ أدى دوره الفنان غسان صليبا ­ وأدت معه أغنيات مشتركة, كما غنت مع المجموعة ومنفردة, ووقفت أيضا إلى جانب ممثلين محترفين أمثال جوليا قصار ورفيق علي أحمد. بحسب تعليقات الجمهور والنقاد فإن رهان أسامة الرحباني على أماني السويسي نجح على صعيدي الصوت والحضور المسرحي.
إن أماني شبه متفرغة حاليا لعروض المسرحية التي بدأت مجددا على مسرح «الفوروم», وهي في الوقت نفسه تعد لشريط غنائي تقدم فيه شخصيتها الفنية إلى الجمهور الذي أحبها في «ستار أكاديمي» ولم يسمها «نومينيه» أبدا, وهي تقول إن اختياراتها سوف توازن بين العصري من الغناء وبين الأصالة التي نشأت عليها.
أماني السويسي تحدثت لـ«الكفاح العربي» عن تجربتها الرحبانية وعن طموحاتها المستقبلية... الحوار:

€ خرجت مباشرة من برنامج «ستار أكاديمي» إلى مسرحية «جبران والنبي», فماذا قالت لك هذه الخطوة؟
­ أخشى من الخطوات الكبيرة خصوصا عندما نقوم بها دفعة واحدة. لم يكن باليد حيلة, فالعمل مع الاستاذ الكبير منصور الرحباني, حلم الفنانين جميعا من شباب ومخضرمين, فكيف لي أن لا أقبل هذه الفرصة التي جاءتني بهذه السرعة. ولا أنسى الأستاذين مروان وأسامة الرحباني, ففريق العمل كله يشكل فخرا للفن في لبنان والوطن العربي ككل. منذ كنت أتابع برنامج «الأكاديمية» كنت أتمنى التوجه للأعمال المسرحية الغنائية. أنا حاليا في خضم التجربة وهذا ما وضعني أمام المسؤولية مباشرة وأمام الخوف والتحدي في آن.
€ هل كان مفاجئا لك اختيارك من قبل أسامة الرحباني لدور «الميترا»؟
­ أكيد, وهي كانت من أجمل المفاجآت في حياتي. خلال برنامج «ستار أكاديمي» كنت أدرك أن أسامة الرحباني على قناعة كبيرة بصوتي, لكنني لم أتخيل أنه يثق بي إلى حدود اعطائي دوراً في عمل مسرحي كبير يضم خيرة الأساتذة, من جوليا قصار وغسان صليبا ورفيق علي أحمد. انها مسؤولية وثقة مخيفة بالنسبة الي.
€ ما زلت صغيرة السن, فهل أتاح لك عمرك الاطلاع على أدب جبران خليل جبران؟
­ نحن في تونس ندرج أدب وفلسفة جبران خليل جبران ضمن البرنامج الدراسي. نتناوله بعمق ومن خلال العديد من النصوص. لم أكن قد قرأت كتاب «النبي», لكن بمجرد ما علمت بأن دورا سوف يسند إلي في هذا العمل اشتريت الكتاب وقرأته قراءة تحليلية من خلال الورقة والقلم. والأهم انني استوعبت مقاصد الكتاب وأحببته.
€ هل أحببت احدى الشخصيات النسائية في الكتاب قبل أن يسند إليك دور «الميترا»؟
­ الشخصية الأولى التي تجذب القارئ إليها في هذا الكتاب هي شخصية «النبي» لأنها محور الكتاب. من خلال هذه الشخصية يقدم جبران خليل جبران رؤيته للحياة.
€ ماذا تعني لك شخصية «الميترا» التي تؤدينها؟
­ اكتشفت في تلك الشخصية أجزاء من شخصيتي. أميل إلى المثاليات في الحياة, وأتمسك بمواقفي ومبادئي حتى وإن لم يكن ذلك لمصلحتي. أحببت شخصية «الميترا» وأتمنى التمكن من ايصالها كما يجب خصوصا أنها شخصية صعبة.
€ هل أجرى لك الأستاذ منصور الرحباني اختبارا أم كان على قناعة باختيار أسامة؟
­ لست أدري ماذا كانت ردة فعل الأستاذ منصور الرحباني الأولى على اختياري. الذي تأكدت منه أنه لو لم يشكل قناعة لاحقة بصوتي وبحضوري لرفضه في كل الأحوال لن يضحي أحدا بعمله المسرحي كرمى لعيون أحد آخر وفي شخصية محورية داخل النص.
€ ألم تكن لديك تجربة مسرحية سابقة؟
­ اطلاقا, فقط تلقيت دروسا في المسرح على يد الأستاذة عايدة صبرا خلال برنامج «ستار أكاديمي». نحن أمام الجمهور نخوض يوميا تجربة مختلفة. فمن يتابع المسرح الرحباني هو جمهور مثقف ويعي ماذا يتابع على الخشبة, لذلك ارى ان النظرة لي تختلف عنها في التلفزيون. في «الأكاديمية» خضعنا للكثير من التدريب المسرحي أكثر مما خضعنا للتمرينات الصوتية, ومع ذلك نحن في المسرح الرحباني في تجربة مختلفة كليا.
€ وهل خضعت للتدريب الخاص بالمسرح الرحباني؟
­ طبعا وعلى يد الأستاذة عايدة صبرا التي أوجه اليها التحية والشكر على اهتمامها بي, فهي تقف إلى جانبي وتدعمني منذ كنا في برنامج «ستار أكاديمي». لقد بدأت معي من جديد في التمرينات على مسرحية «جبران والنبي», وهي لا تزال حتى الآن تتابعني وتصوب خطواتي وحضوري المسرحي. بعد جهودها الكبيرة تمكنت من أن أقطف رضاها, وأتمنى أن أكون على الدوام عند حسن ظنها.
€ ما هو احساسك وأنت تقفين أمام محترفين كبار في «جبران والنبي»؟
­ الحقيقة انني في البداية كنت في خوف كبير من فكرة المشاركة في المسرحية خصوصا أنني سوف أكون إلى جانب نجوم كبار لهم باعهم الطويل في المسرح بشكل عام. المفاجأة التي خففت الوطأة عني أنهم جميعهم وقفوا إلى جانبي ومدوا يدهم لي, قدموا النصائح الضرورية, ولم يشعروني يوما بأنني مبتدئة, بل على العكس, وذلك انعكس ايجابا على معنوياتي. قبولهم لي وتشجيعهم جعلني أتحدى خجلي, كما تحديت نفسي لأكون أمينة في أداء شخصية «الميترا».
€ عرضت المسرحية أولا في مهرجانات «جبيل» والآن في بيروت... فما الذي تبدل في شخصيتك خلال هذه الفترة الزمنية؟
­ الحمد لله أن الجمهور أحب المسرحية وأقبل على مشاهدتها. ومنذ عرضها في جبيل والكل يسأل متى ستعرض مجددا. هذا القبول شد من عزيمتي على خشبة المسرح وأنساني خوفي إلى حد ما. كلما تضاعف العرض كلما وجدت أن الضغط النفسي يتضاءل بالنسبة الي, وأعتقد أن هذا ما تبدل على صعيد شخصية أماني. أما الإختلاف الملحوظ على خشبة المسرح فهو هذا التبدل في الديكور بين جبيل وبيروت. هناك كنا مع ديكور طبيعي, لكن في بيروت كنا أمام ديكور ذكي للغاية مما شكل إضافة الى المشهد, وهكذا لم نلحظ فراغا كبيرا نتيجة عدم وجود قلعة جبيل العظيمة. الديكور يلعب دورا برأيي في دفع الممثل نحو العطاء.
€ هل تتمنين الظهور أمام الجمهور التونسي في مسرحية «جبران والنبي»؟
­ انه حلم اضافي بالنسبة الي. وهناك ما يشجع على أن حلمي سوف يتحقق ان شاء الله.
€ ماذا تعني لك الأغنيات الخاصة التي شاركت بها في المسرحية؟
­ في «ستار أكاديمي» كنت أشعر بأنني أتمتع بصوت قوي فقط. لكن الفنان أسامة الرحباني استخرج مني الكثير. في هذا العمل المسرحي اكتشفت الجانب الحنون في صوتي. لقد مكنني من معرفة مساحة صوتي الحقيقية, لذلك أعشق كل ما غنيته في «جبران والنبي» من أغنيات مشتركة مع «ماري هاسكل» ومع «نبي اورفليس» اضافة إلى أغنيتي المنفردة.
€ في بداية حوارنا عبرت عن خوفك من الخطوات الكبيرة. بعد مسرحية «جبران والنبي» أين ستكون أماني السويسي المغنية؟
­ قبل أن أكون في تجربة مسرحية مهمة مع العائلة الرحبانية, كنت أبحث لنفسي عن حضور يختلف عن السائد في ساحة الغناء العربي ككل. وهذا بالطبع ينسجم مع حضوري الذي أحبه الجمهور في «ستار أكاديمي» حيث ظهرت اختياراتي بطابعها المميز. بعد حضوري المسرحي صرت مصممة أكثر على اختيارات غنائية تزيد من ثقة الواثقين بي, وكذلك اختيارات تدفعني خطوات أخرى إلى الأمام. أنا أمام مسؤولية وأتمنى أن تكون اختياراتي جميلة في شريطي الغنائي الأول.
€ وهل وجدت جهة الإنتاج؟
­ وقعت عقدا مع شركة «روتانا» لمدة ثلاث سنوات يتم خلالها انتاج ثلاثة أشرطة غنائية, على أن يصور من كل شريط أغنيتين فيديو كليب, وقد بدأت الاختيار وأتمنى أن يكون شريطي الأول جاهزا من الآن وحتى الصيف المقبل.
€ من يساعدك في اختيار الأغنيات؟
­ استشارتي الأولى أتوجه بها لأستاذي وأخي أسامة الرحباني وهو لا يبخل عليّ أبدا برأيه. كما أستشير الصديقين غسان صليبا ونزيه يوسف, وشركة «ستار سيستام» التي تتولى ادارة أعمالي.
€ وهل اسهم حضورك في المسرحية بتسريع توقيع العقد مع «روتانا»؟
­ منذ انتهاء برنامج «ستار أكاديمي» تمنت «روتانا» أن أنضم إلى صفوفها وهذا شرف لي, لكن الظروف أجلت توقيع العقد الذي تم قبل أسبوعين. الآن بدأ العمل جديا على الشريط.
€ هل أصبح في جعبتك بعض الأغنيات؟
­ من المبكر التحدث عن اختيارات نهائية الآن, لكن التنسيق يتم مع الأستاذ محمود موسى الذي أولته الشركة مهمة معاونتي في اتمام الشريط.
€ هل ثمة أسماء لملحنين ترغبين بطرق أبوابهم؟
­ اتمنى الغناء من ألحان الأستاذ أسامة الرحباني, وأبحث مع آخرين علّنا نصل معهم إلى خاتمة سعيدة من دون ذكر الأسماء.
€ هل أنت متحمسة لأن تكون لك أغنيات خاصة؟
­ الأغنيات الخاصة هي حلم كل انسان يعرف أنه يمتلك خامة صوتية جميلة. الآن أعمل على اختيار أغنيات مفترضة أن كل واحدة منها هي التي سوف تكون الـ«هيت» في الشريط. لذلك سوف أقبل بالأغنية التي أشعر بها من الأعماق لأنني حينها فقط سوف أتمكن من ايصال احساسي للناس.
€ وهل ستحرصين على وجود لحن تونسي معاصر ضمن الشريط؟
­ اعتبر الأمر واجبا على كل فنان تونسي. وأتمنى أن أصل إلى كلمات تونسية تكون مفهومة من كل الوطن العربي وأن يرافقها لحن يجمع بين الأصالة الفنية التونسية والموسيقى المعاصرة.
€ كثر عدد هواة الغناء التوانسة في برنامجي «ستار أكاديمي» و«سوبر ستار»... فماذا يعني لك ذلك؟
­ الأمر مثير للفرح فعلا, فأيمن لسّيق في برنامج «سوبر ستار» أعتبره روعة. وكذلك كانت أسماء, كما لفتني وجدي وشيماء في «ستار أكاديمي», أتمنى التوفيق للجميع ولكل من معهم, وأن يستفيدوا من التجارب الجميلة والمفيدة التي أتيحت لهم في التلفزيون.
€ هل أتيت إلى «ستار أكاديمي» ولديك دراسة موسيقية؟
­ لم أدرس الموسيقى لكنني شاركت في العديد من المهرجانات الصيفية في تونس, والناس أحبوا صوتي وشجعوني. كما شاركت في برنامج «منزل تميم» للهواة ونلت المرتبة الثانية على صعيد الجمهورية. وجدت التشجيع في تونس انما لم يكن بمقدوري التوفيق بين دراستي وبين هوايتي والدراسة الفنية. درست فقط لسنتين في المعهد الموسيقي, وتوقفت بسبب دخولي إلى الجامعة. شاركت في «ستار أكاديمي» فقط كتجربة حظ, لكن يبدو أن هذه التجربة بدلت حياتي لأهميتها. «ستار أكاديمي» فتح لي أبوابا لم أكن أحلم بها.
€ ما هي الذكريات التي حملتها من «ستار أكاديمي»؟
­ كلها خير والحمد لله. مررنا بالكثير من الصعاب لكننا بالنهاية خرجنا بدراسة واسعة للكثير من الأمور التي تساعدنا في شق طريقنا الفني. أحمل الكثير من الذكريات الجميلة مع الزملاء, وكلهم كانوا اخوة خصوصا أننا كنا في منزل واحد. لقد أمضيت في «الأكاديمية» أطول وقت لأنني حللت الثانية... واسمحي لي ان اعترف بأن حنيني الأكبر هو لمسرح «ستار أكاديمي»... لقد اشتقت اليه كثيرا.
زهرة مرعي

الكفاح العربي.

ليست هناك تعليقات: