٦‏/٢‏/٢٠٠٦

فقه التسامح في الفكر العربي والإسلامي | مكتوب لك | Deutsche Welle | 30.01.2006

فقه التسامح في الفكر العربي والإسلامي
Gro?ansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: التسامح يعني القدرة على تحمل الرأي الآخر
التفكير في التسامح في زمن يحكمه العنف ويسوده الإرهاب، ويزخر بنزعات التبشير الدينية منها والدنيوية، التفكير في التسامح في هذا السياق التاريخي والفكري الذي يرفض الآخر، هل هو صيحة في واد؟ المزيد في التقرير الإذاعي التالي:

احترام الآخر بدل ابتلاعه، هذا هو التسامح الذي ينشده المفكر العراقي عبد الحسين شعبان في كتابه الصادر مؤخرا عن دار النهار "فقه التسامح في الفكر العربي والإسلامي"، والذي قدم له المطران جورج خضر بمقدمة قيمة جاء فيها: "وفي احتسابي أن وحدة هذه الأطروحة قائمة على أن قيمة التسامح التي أبرزها الإنسان المعاصر في فلسفة حقوق الإنسان وشرعتها، ولها ركائز متينة في الفكر التوحيدي، وفضل الكتاب أنه مسح الغبار الذي رماه التاريخ السيء على الأديان أو رمته القراءة الناقصة أو الجاهلة على النصوص".
ويعرف المؤلف التسامح قائلا: إن فكرة التسامح تعني القدرة على تحمل الرأي الآخر، والصبر على أشياء لا يحبها الإنسان ولا يرغب فيها، بل يعدها أحيانا مناقضة لمنظومته الفكرية والأخلاقية. وقد سألنا
د. شعبان، إن كانت الثقافة العربية الإسلامية عرفت هذا النوع من التسامح، وهي الثقافة التي قامت على امتلاك الحقيقة وحجب الحقيقة على الأديان والثقافات الأخرى؟ فرد بأن فكرة التسامح عرفها الإسلام نصا وتاريخا، فالقرآن يزخر بآيات تدعو الى التسامح، كما أنه في التاريخ الإسلامي حوادث كثيرة تؤكد تسامح المسلمين مع الشعوب الأخرى.
وانتقد حسين شعبان ما يمكن أن نطلق عليه النزعات الإرهابية للعقل واختفاء المركز الأوروبي حول العالمية والعقلانية وحقوق الإنسان من أجل فرض ثقافته وسياساته على حد تعبير عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو على الشعوب الأخرى.

لكن لا بد من التأكيد على أن فكرة التسامح فكرة جديدة على البشرية، عرفت ولادتها الحقيقة مع فلسفة ليفيناس ودريدا، فلسفة الاختلاف الفرنسية، التي ترى أن العلاقة مع الآخر لا يجب أن تكون علاقة تبشيرية، تهدف الى كسبه الى صف الأنا، بل علاقة تحترم الأخر، وتحافظ كما يقول ليفيناس على مسافة بين الأنا والآخر.
فلا اختلاف ولا تسامح مع وجود التبشير، سواء كان تبشيرا دينيا أو سياسيا كما نصادفه اليوم في فكر الليبراليين الجدد. ونقد السياسة الأمريكية أو فكر الليبراليين الجدد لا يجب أن يعتمد على مرجعية دينية أو قومية، بل لا بد من انتقادها عن طريق تعميق مفهوم الديمقراطية نفسه وتخليصه من فيروس التبشير، عن طريق البحث عن ديمقراطية قادمة اذا استعملنا لغة الفيلسوف الكبير جاك دريدا.

بقلم: رشيد بوطيب

فقه التسامح في الفكر العربي والإسلامي | مكتوب لك | Deutsche Welle | 30.01.2006.

ليست هناك تعليقات: