١١‏/٧‏/٢٠٠٦

مسار زيدان الرياضي الحافل بالإنجازات ينتهي بسلوك غير لائق

كلّل زين الدين زيدان الذي ولد لأسرة جزائرية مهاجرة، مسيرته الرياضية الحافلة بأداء مميز في المونديال وحياة دولية في صفوف كرة القدم الفرنسية بتسجيل هدف في المباراة الحاسمة ضد إيطاليا. ولكن من المؤسف أن يتعرض للطرد في الوقت الإضافي بعد ضربه بالرأس لأحد أعضاء المنتخب الإيطالي وخسارة فريقه بالضربات الترجيحية.

[صور غيتي] زيدان يعبر عن فرحته لتسجيل الهدف الأول لمنتخبه ضد إيطاليا

إن كان العديد من الناس لم يتوقع الكثير من زيد الدين زيدان في مونديال ألمانيا بسبب عمره واستعداده للاستقالة، فقد أثبت النجم الفرنسي الجزائري الأصل من جديد أنه أقوى لاعبي جيله إطلاقا.

اللاعب المكنى "زيزو" قاد المنتخب الفرنسي إلى مباراة غير متوقعة في لقاء ألمانيا الدولي. فقد كان في أرقى عطائه من حيث إحكام الكرة والتمرير والقذف. وقدم عرضا لامعا إلى حين الدقيقة 108 من آخر مباراة دولية له ضد إيطاليا.

العالم يتذكر زيدان أساسا بقيادته المنتخب الفرنسي إلى نصر تاريخي بنتيجة 3-0 ضد البرازيل العتيد في آخر مباريات المونديال لعام 1998 في باريس. فقد سجل هدفين بضربتي رأس كما قاد فرنسا لنهاية البطولة الأوروبية في عام 2000.

بدأ دوري كأس العالم بحالة من الشؤم لفرنسا خاصة مع تعادلين صعبين مع سويسرا وكوريا.

المنتخب الفرنسي العتيد الذي يعتبره العديد قد تجاوز زمنه أنقذ نفسه بالتغلب على الطوغو ليتأهل للدور الثاني. زيدان لم يلعب المباراة لحصوله على بطاقتين صفراوين سابقا.

وفي المبارتين التاليتين، قاد زيدان بما أظهره من روعة في الأداء فريقه للتأهل على حساب اسبانيا والبرازيل الذي توفر على أكثر الحظوظ بالفوز. فتخلص من البرتغال في نصف النهاية بضربة جزاء ركلها بمنتهى الأناقة وكان الهدف الوحيد في اللقاء.

محبو المنتخب الفرنسي تأهبوا للاحتفال بكأس عالمية ثانية في الدقيقة السابعة من مباراة الأحد النهائية 9 يوليو بعد أن سجل "زيزو" ضربة جزاء ليتقدم فريقه بهدف لصفر ضد الخصم إيطاليا التي لم تتوان في معادلة النتيجة بعدها بقليل فاحتكم الطرفان للضربات الترجيجية.

وفي الدقيقة 108 من المباراة اكفهرت الأجواء بشكل كبير للجانب الفرنسي والعمبد نجم النجوم أيضا. فقبل انتهاء المباراة بحوالي 20 دقيقة طرد الحكم هوراسيو إليزوندو "زيزو" بعد التشاور مع حكم الشرط داريو غارسيا. وأظهر العرض البطيء اللاعب الفرنسي هذا وهو يوجه ضربة عنيفة بالرأس للمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي. فقد أسدل الستار على مثل هذه المسيرة الزاخرة بالعطاء بخيبة أمل جارحة.

[صور غيتي] لافتة كتب عليها "نحبك يا زيزو" معروضة على باب النصر في شان إليزي بباريس بعد المباراة

المنتخب الفرنسي الذي تصدع أساسه أظهر استماتة في المقاومة والهجوم وكاد أن يسجل لكنه أهدره مرة في ضربات الترجيح فمكّن الإيطاليين من إحراز اللقب العالمي. لقد كانت نهاية حزينة لـ"زيزو" لكن البعض يعتقد أن سلوكه كان غير مبرّرا.

وقام العشاق بتحية زيدان في المعلب ووقف الآلاف بصمت وتعاطف مع فارس شون إليزي بباريس. بعض الصحف الفرنسية وصفت الخطأ بأنه لحظة سعر أو شعور بالعار لكن الحدث سيبقى على الأرجح مجرد أثر خطى في تاريخ كرة القدم.

وبعد انتهاء المباراة التاريخية قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي حضرها أيضا "لا أدري ما حدث لكنه تلقى العقاب على ذلك. لكنني أريد أن أعبر عن كل احترامي لهذا الرجل الذي يمثل أجمل القيم الرياضية وفي نفس الوقت أوصاف الرجل الإنساني العظيم كما يراه المرء والذي شرّف الرياضة الفرنسية وببساطة فرنسا".

إن قصة زيدان بدأت قبل 40 عاما لما غادر والديه اسماعيل ومليكة بلدتهما الجزائرية أغمون بحثا عن حياة أفضل في باريس ثم مرسيليا. "زيزو" ولد قبل 34 عاما في مرسيليا وقضى طفولته في لعب كرة القدم في الشوارع ومشاهدة لاعبه المفضل إنزو فرانسيسكولي من الأوروغواي. وشاءت الأقدار أن يلعب ضد مثله الأعلى في اللعبة في كأس القارات لعام 1996. وسمى زيدان ابنه الأول أسوة بفرانسيسكولي.

شهدت مسيرة زيدان الرياضية مع النوادي الانطلاقة الحقيقية تحت قيادة المدرب لويس فيرنانديس في كان قبل أن يبلغ 17 عاما. فبعد أداء سحري في بوردو انتقل زيدان لجوفانتيس. وفي إيطاليا فاز صحبة فريقه بكأس الكؤوس الإيطالية وكأسين دوليين وبطولة إيطاليا مرتين. وبعد لعبه دور رائد في فوز فرنسا ببطولة أوروبا لعام 2000 انتقل إلى ريال مدريد مقابل التعاقد بمبلغ قياسي حدد في 75 مليون يورو وساعد فريقه بإحراز لقب رابطة الفرق الأوروبية البطلة.

زيدان الذي حصل على جوائز من الفيفا كأحسن لاعب في أعوام 1998 و2000 ثم 2003 بدأ مسيرته لصالح فرنسا في مباراة ودية ضد جمهورية التشيك يوم 17 غشت 1994. فسجل أهداف في أول وآخر مبارايات لعبها مرتديا القميص الفرنسي. وفي صنف التباري الدولي، سجل أهدافا في 108 مباراة دولية.

ليست هناك تعليقات: